أغيثوني بِقهوة

201 39 61
                                    

"لنصطفي ثلاثةً منا"
قالٓ هينري بعد أن اقترحٓ عدّة اقتراحات دون استماع أحدهم لها

فكلّ ما يرونه في هذه اللّحظة هو النّوم من قِبٓل
النّعاس الغالب

"أربعة .. أءمن؟"
زادٓ أليكس متردّدًا

وضّحٓ مايكل أكثر ، معيدًا ما قال
"إذًا أربعة منّا سيقومون بحراسة البقيّة أثناء نومِهم"

سألت مايا بسُخرية
"ومن يودُّ التّضحية هنا؟"

أومأ كين بعد سؤالها ليُجيب
"لا أُمانِع في أن أكون منهم"

وهذا ما كانٓ كافيًا لتغيير رأي مايا بالكامل
"وأنا كذلك!"

جالت بنظراتِها للحظة بسبب الأعين المحدّقة
"لا أشعُر بالنّعاس"

أشاح هينري بوجهه نحوهم ليُكرّر السؤال
"أما مِن أحدٍ آخر؟"

و الجواب الوحيد هو الصّمت

فلا أحد يودّ تركٓ راحتِه لأجل أُناسٍ قد تعرّف عليهم للّتو
وخصوصًا إن كان في أمسّ الحاجة لها

وكٓذلك هينري، يُفكّر بنفس الطّريقة تمامًا!

عادٓ مكرّرًا ليُشجّعهم على ذلك
"حراسٓتُك للبقيّة لا تعني عدم نومك!"

أردف ليُكمِل مفسّرًا
"إنّما هي مسألةُ تأجيلٍ لراحتكٓ فحسب"

"إذًا لمٓ لا تفعلُ المثل؟"
سأل مايكل ساخرًا ليرسمٓ معالم التّوتّر الواضح على وجه هينري

لم يملِك ردًّا لسؤالٍ قد تجاهلٓ احتماليّة ظُهوره

لذا فقد زفرٓ بخفّة ليُعيدٓ ابتسامته المُشرقة
متجاهلًا صاحب السؤالِ هو الآخر
"ما رأيكم بقرعة؟"

قد يبدو ذلك هو الحلّ الأمثل
ولكن ليسٓ للجبناء

فلم تٓكُن هذه الفكرة في الحُسبان بالنّسبةِ للأغلبيّة
الذّين تطلّعوا لأشخاصٍ سيضعون أنفسهم في وجه المدفع كالعادة

وهؤلاء الأشخاص هم من سيحمونٓهم كأيّ مرّة،
تمامًا مثلٓ كين

أمسٓك بفُتاتةِ الخُبز الصّغيرة ليضعها بين أصابعه
خفيةً مغلقًا يديه

أومأ برأسه مشيرًا للبداية ،
اختارٓ كلٌّ منهم ليُتركٓ الإصبٓع الأخيرٓ له

ضحكٓ بخفّة
"حسنًا .. هذا هو قدري"

فتٓح يديه ببُطئ لتظهرٓ الإشارة في كون هينري
وجاك الحارسان لهذه اللّيلة

لوفينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن