بلا أمل

47 7 0
                                    

كانت تركُض بهلع متناسيةً حبل أنفاسها الذي يكاد ينقطع وهي تفتحُ الأبوابَ لتفتّش الغرف واحدةً تلو الأخرى فقط كما كانت تفعل سابقًا

لم تكُن على علمٍ بتلك التي كانت تلحقُ بها حتى وصلت للمكان الصحيح، ولأولِ مرّة كانت تفكّر ايفا بشكلٍ صائب عندما اعتقدت بأنّهم جزءٌ من الفخ

"جولي انتظري!"
صرخت من خلفها بنبراتها المتقطعة خوفًا من أن تلقى من تسير أمامها شيئًا غيرَ متوقّعًا لتتفاداه مسبقًا ولكنّها تأخّرت في الأمر

لم يكُن لها سوى أن تُذهل من روع المنظر وجثمانها يخرّ باتّجاه الأسفل كعمودٍ شدّ للأرضِ شدًّا، وكذلك صعقت ايفا من بعدها عندما قفز قلبها مرتعدًا بين أضلاعها

رأت جثّتان مرتطمتان بالأسفل بلا علامةِ قتلٍ واضحة غير تلك الأعناق التي اشتدّت احمرارًا، أصبحت هاجسًا لها لتفكّر بأساليب عدّة حتّى لاحظت تلك البطاقة الوحيدة التي كانت لمايكل ملقاة من بينهم، كما شدّتها تلك العين المفقودة لتعلمَ بأن لويس لم يكن كاذبًا

تدحرجت عيناها نحو الجهة المقابلةِ له لتحدّق في وجه طليقها الذي لطالما كرهت وجوده دون أن تتجرأ يدها على لمسه، ولأوّل مرة رغبت في بقائه، وَ صحيح بأنّها كرهته ولكنّه لم يكن كرهًا لحد الموت

اعترفت بأنّه لم يكُن زوجًا جيدًا، ولكنّها تقرّ بأنه كان والدًا صالحّا لطفليهما، و عندها لم تُفكّر سوى بابنها الذي تيّتم!

"نحنُ في ورطة"
قالت نارا من خلف الاثنتين وصوتها يجهشُ بكاءً بعد أن سيطر عليها فزعٌ شديد معيقًا أنفاسها عن الخروج لتتركَ لجولي الاجابة
"ومنذُ متى لم نكُن في ورطة؟"
كانت نبرتها الحادّة كافية لاقناعِ من حولها بقوّة قلبها ورباطة جأشها، ولم تكُن لتذرفَ دموعًا فالألمُ الكبير بالنسبة لها لا دموع له

التفتت وأخيرًا مستمعةً لتبرير مايا التي ظهرت من العدم من خلفها
"حُبسنا جميعًا على حدة في غرفٍ منفردة سوى ذلك الغبي لينفردَ القاتِل به، سمعتُ صراخ استنجادِه وهلع استغاثته دونَ وضوح لما كانَ يقول، فقط  لو استطعتُ سماعَ صوت القاتل!"
كانت ملامحُها تشيرُ للندم الذي تحلّلها لما لا سلطة لها عليه، فلم يكن يفصلها عن صاحبِ اللعبة سوى باب واحد عجزت في فتحه

لم تفهم جولي مقصدها تمامًا لشرودِ ذهنها الذي ظنّت بأنّها متحكّمة به ولكنّها علّقت على كلمةٍ شدّتها
"غبي؟"
سألت بعدَ أن استقامت لتجدَ هدفها فيمن ستصبّ غضبها الهائجِ عليه دون وعيٍ منها

صرّت الأخرى على أسنانِها بعد أن ملأها الغضب ثمّ حملقت بملامِح الزوجة الصالحة التي بدت حزينةً بعض الشيء
"فعلًا ذلك الغبي كان مُشاركًا للويس في خططه ولكنّه نال ما استحقّه.. الخيانة لمن فكّر بالخيانة هي الحل الأمثل لأشكاله"

لوفينياWhere stories live. Discover now