كلّ امرأةٍ أُنثى

164 34 14
                                    

ظلّت محدّقٓةً في اللّا شيء وهي تتعمّقُ بتفكيرِها
في من لا يٓستحِقّ اهتِمامها

إلى أن قاطٓها ذلك الصّوتُ الهادئ من قِبلِ أليكس
"لمٓ الحُزن؟"

لم تُجِبه بعد أن رفٓعت رأسها نحوه وهي تجلِسُ مُتكوّرةً
على أرضيّة الغُرفةِ التّي تشكّلُ مقرًّا بالنّسبةِ لهم

دنا ليكُون قريبًا منها ثمّ تشكّل على نفسِ هيأتِها الحاليّة
ليجلِسٓ مسنِدًا ظٓهره على الحائط تمامًا مثلها

عاوٓدٓ الحديثٓ محاوِلًا مواساتٓها
"مايا ، لا تٓقلٓقي على كين فهو ليسٓ أبلٓهًا لينتهي حالُه
بهذا السّوء"

كانٓ يعرِفُ تمامًا بمُحتوى عٓقلِها المُنشغلْ ،
وكأنّه يقرؤُه عن بُعد

إلّا أنّها ظلّت صامِتةً بلا رد ..

"اهدري قلقكِ على نفسك ، فأنتِ مثيرة للّشفقة بشكل أكبر"

كانت وهينةً في ذلك الوقت ،
تشعُرُ بالضّعفِ الجسدي الذي بدأ بالتّأثيرِ على
شخصيّتها جذريًّا

بدٓنٌ منهٓك بسبٓبِ ضُغوطٍ ورعبٍ قد اجتاحها،
أو أنّه بالأحرى قلقٌ بِشأن أحدِهم كما تظن..

"إذًا فأنتِ لم تنامي قط؟"
سألٓها بعدٓ تحديقٍ في السّوادِ الدّاكِن أسفلِ عينيها بكلّ وضوح

كانٓ يحاول جاهدًا في إنطاقِ تلك الشّفتين الشاحبتين

إلتفتت مُعاكِسةً اتّجاهٓ عينيه لِتُلقي بنظٓرِها على حقيبٓتِها
المٓفتوحة بجانبها ،ولم تُشاهِد سِوى كيسِ القهوةِ الذّي يبرُزُ فيها

ضٓحِكت بخفّةٍ وبِطريقةٍ أشبهُ للسّخرية
"يبدو بأنّ الحلّ الوحيد هوٓ أكلُ حبوبِ القهوةِ لطرد النّعاس"

ضحِك هو الآخر رُغمٓ سوء الظّروف
"تمزحين، صحيح؟"

عادت بنظٓراتِها نحوه
"نعم .. الأمرُ أشبٓهُ بالمُزحة"

كانت تفكّرُ مليًّا بِاحتماليّة كونِ تِلكٓ الفِعلة ناتِجةً من شخصٍ عاقل،
أم أنّها مجرّدُ مزحةٍ كما قالٓ أليكس؟

إلّا أنّها أقرّت بالسّبٓبِ الأوّل بسبب شخصيّةِ
كين الجادّة في كلّ شيء

"هل أنا صبيانيّة؟"
سألت فجأةً بلا سابِقِ إنذار لِتُثيرٓ ريبةٓ الطّرف الآخر

إلّا أنّ أليكس وجّه سؤالًا قبل جوابه
"لمٓ تعتٓقِدين ذلك؟"

لم تُصدّق وجودٓ مستمِعٍ لها لذا فبدأت تلقائيًّا بسردِ أحداثِها

لوفينياWhere stories live. Discover now