وماذا بعد؟

1.5K 77 56
                                    

خلقنا كبشر ولسنا ملائكة
فجميعنا نخطئ دون شك

ولكن السؤال
هل أنت مستعد لدفع ضريبة أخطائك؟

أم أنك ممن يواصل الخطأ دون ندم؟

بدأ كل شيء عندما استنجده رفيقه لتقمّص دوره، فعندما دُعيٓ جاسون لمناسبة يجتمع فيها مختلف الأغنياء من طبقةٍ مخمليّة طلب من كين الذهاب باسمه

ولكنّ الفرقٓ كان واضحًا! فأحدُ الرفيقين هو الوحيد الذي ينتمي لذلك المكان الملكي

"مجرّد ساعة بثوانيها!"
قالها جاسون وهو يحدّثه برجاء تام

ولم يكن ليتعجّب الآخر من أمرِه ، فصديقه الغني هو ذلك النّوع من الأشخاص الإتّكاليِّين

ورغم رفضه للأمر مرارًا وتكرارًا إلّا أنّه قد انتهى بموافقته.. أو بالأحرى إجباره!

عانق صاحب الوجه البشوش جاسون صديقه كين الذي يصل رأسه لآخر كتفه ضاحكًا بكلّ فرٓح
"كما توقّعت ! فلن تردّ لي طلبًا"

كانا يشكّلان ثنائيان مختلفان تمامًا منذ أن تعرفا على بعضيهما البعض في الثانوية، فمن مظهريهما الخارجي إلى طباعيهما المتضادة، كلّ شيء كان بفرق واضحٍ فحسب!

وكان الفتى الوسيم الإجتماعي هو من بدأ بالتقرّب من زميل صفّه المنبوذ سابقًا عندما لفظ مرحّبًا بأوّلِ لقاءٍ لهما
"أدعى بجاسون"
عرّفٓ باسمه ولو كان معروفًا في أرجاء المدرسة بعد أن شقّت ابتسامته وجهه ثمّ وجّه يده طالبًا مصافحته

ولكنّ الرد هو مالم يتوقّعه، فانتهى الأمر ببقاءه وحيدًا بيدٍ معلّقة في الهواء تحت أنظار الطّلبة.. وهذا الموقف مُخزٍ لفتًا اجتماعيٍّ محبوب لم يعتد على الإهانة من قبل

كان من سابع المستحيلات التقرّب من كين، وكما هو جاسون يحبّ تحقيق المستحيل حتى يومه هذا، ومن المستحيل أيضًا عدم حضوره لحفلٍ رسمي تحت إشراف أحد معارف والده الهرِم في يوم عطلته

كان متعلّقًا بفكرة زيارة جزيرة حيث المرح ليريح ذهنه وجسده المرهق بعد عناء الدراسة الطويل حتّى ولو أنّه لم يكافح في حياته الجامعيّة أساسًا كما فعل صديقه المسكين ذو الأربعة أعين

"غدًا في السّاعة الرابعة تمامًا!"
كرّرها أكثرٓ من مرّة على كين لتفادي نسيانه بالرغم من أنّه فطنٌ مواظب على مواعيده على عكسه

"سحقًا لك!"
وهذا ما قد تلقّاه بدلًا من السّمع والطّاعة

وفي الوقت الموعود، كان جالسًا في مقهًا بسيط يحتسي القهوة الساخنة التي يدمنها

لوفينياDonde viven las historias. Descúbrelo ahora