العاشر

94 34 7
                                    


مضت نصفُ ساعةٍ على جلوسهم متناثرينَ بقربِ بعضهم البعض دون كلمةٍ يُنطقُ بها، وصلَ الملل والكلل أعلى مراحله لكلّ فردٍ منهم فقد طفَح الكيل

"كنتُ أتساءل ما إن كانت اللعبة ستَنتهي.. أم سُتنهي نفسها، أم ستُقطع لتتوقف"
قالَ لويس كاسرًا الصمت ثم أكمل بابتسامته الساخرة
"ولكنّني أستبعدُ الخيار الأخير، فلا بدّ بأنّ لا جدوى من معارفنا"

لم يُعلّق أيٌّ منهم على كلامِه ليُواصِلَ بتملّل كمن يحدّث نفسه
"بالنسبةِ للخيارِ الثاني فلا أجدُ فيه مصلحةً لأيٍّ منّا صحيح؟ إذا انتهت اللعبة من نفسها فهذا يعني موتنا جميعًا"
وأخيرًا طرحَ خياره الأخير بعدَ إخراجِه بندقيّته الصغيرة
"ما رأيكم بأن نطبّق الخيار الأوّل ونتقاتل؟ لا أُمانع الموتَ بدلًا من الإنتظار طويلًا فقد سئمتُ الأمر"

صُعق الجميع أثر تصرّفه الغير متوقّع بسبب أنّ جدّيته غير واضحة لأسلوبه المستهتر
"أتنوي سفكَ الدماء؟"
سألَ كين بعد سكوتِ الجميع فلويس يبدو مُمازِحًا حتّى الآن، سيُنزل ذلك السلاح ولن يقتل.. أو هذا ما فكّر به كين

"سؤالٌ جميل.. ولكن لن أقتلَ ثلاثة لاحتمالية أنهم شركائي"
وجّه سلاحه نحو كين
"لن أُمانع قتلكَ أوّلًا فلست من الثلاثة"

"لسنا مُتأهّبين لمزاحك لويس انزله حالًا، ثمّ من أين لكَ هذا؟"
سألَ مايكل الآخر دونَ توتّرٍ يُذكر

أخذ يجُول بسلاحه مصوّبًا على كلٍّ منهم واحدًا تلو الآخر مُحاولًا خلق تعبيرِ وجهٍ ممتع بالنسبة له حتّى وصل لديفد
"حسنًا لنبدأ به فلا فائدةَ من وجوده ساكنًا"
قالها مُمازحًا دونَ أن يُبدي الآخر أيّ ردّة فعل، فأفكارُ الانتحار قد سيطرت عليه مُسبقًا حتّى أصبح جثّةً طريحة

"إن لمستَ شيئًا منه فستموتُ على يدي"
هدّدت مايا بينما تجلسُ مُسندةً ظهرها على الحائط ثمّ أغلقت عينيها لتحاول السيطرة على نفسها

حينها أعاده لجيبه ثمّ علّق ضاحكًا
"جديًّا توقعت هلعكم، توقعت سماعَ صراخٍ ونياح، ولكن يبدو بأن الجميع اعتاد على الصدمات"

"هل انتظارُنا بهذا الشكل سيؤدي لشيء؟"
سألت جولي مستفسرة لتُجيبها نارا
"وهل هُناك خيارٌ آخر؟ بربّكم فلنحافظ على حياتنا حتّى تدخّل جهاتٍ مسؤولة، سيصلُ إلينا رجال الشرطة عمّا قريب"
قالت بصفتها محقّقة بينما تستنجد بطاقم عملها في ذهنها فقد طال الأمر

"رجال الشرطة؟ إيمانك قويٌّ أليكس فأنا نسيتهم منذ وقتٍ طويل"
ردّت جولي بسخرية بعدَ أن سئمت الأمر

"نحن تسعة!"
صرخت إيفا بعد أن توسّعت عيناها ليصفق لويس بكلتا يداه ساخرًا
"اكتشافٌ عظيم آنسة إيفا، يا لذكائك! فأنتِ أول من يُلاحظ هذا"

لوفينياWhere stories live. Discover now