لقاء

79 10 2
                                    

في العاشرةِ صباحًا، كانَ مرتكزًا في بهو الشركة الضخم الذي يضجّ بالموظّفين من كل جهة وهو يتصفّح هاتفه المحمول واقفًا بسترته السوداء الأنيقة إلى أن قاطعه صوتٌ هادئ من قبل فتاةٍ شقراء ترتدي تنورةً ضيقة تماثل لون أحمر شفاهها و تكادُ تعرقلها عن المشي
"عذرًا على الإطالة في انتظارك سيّد كين، السيد جاسون في مكتبه"

عبسَ بوجهه بخفّة ثمّ استدارَ نحوها
"لم أضجر سوى من انتظاري لكوب قهوتي ليتبيّن لي بأنّكِ نسيتي أمرها بالكامل"
قالَ بنبرةٍ هادئة تعكس رزانته وتنافي كلامه

واصلت الاعتذار منه بلا توقّف لتخبره بأنّها في طريقها لقهوته حالًا ولكنّه رفضَ متظاهرًا بضيقِ وقته

ألقى نظرةً عليها بطرفِ عينيه ثمّ راوده سؤال عابر، هل يوظّفون الفتيات هنا بناءً على مظاهرهن؟

سارت أمامه بخطواتها المعوجة ليتضايق كين من بطئها الشديد لذا فاختارَ استباقها متسارعًا وتخطيها نحو المصعد ومن ثمّ اغلاقه قبل دخولها لتذهل من تصرّفه مع توسّع حدقتيها
"أعرفُ المكان جيّدًا يا آنسة، انتهى عملك"
عندها زفرت بعمق و شكرت ربّها بأنّه محامي الشركة وليس صاحبها

سار لآخر الممر في الدورِ العاشر ليدخلَ لجناَحٍ دونَ طرقِ بابه كعادته
"غريب"
علّق عندما رأى جاسون يجلسُ في كرسيّه وعيناه لا تفارقان الأوراق أمامه عوضًا عن تقبيله لفتاةٍ مختلفة في مكتبه ككلّ مرة يدخل فيها عليه

"تعلّم طرق الباب من فضلك"
أمره الآخر متظاهرًا بالرسمية ثمّ كسر وجهه الجامد بابتسامته الأخّاذة

"هل لي أن أعلمَ مالذي يحدُث هنا؟"
سأله وهو يلقي بملفٍّ أبيضَ على طاولته ليتصفّحه الآخر على عجلة وعيناه تشيران للإعجاب بعمل صديقه، و كلّ ما يحتاجه جاسون هو تلك الدقة التي يمتلكها كين ليتفوّق عليه

"من الصعب الإخفاء عنكَ شيئًا، سأتزوّج من ايفا قريبًا"
قالَ مصرّحًا دون اكتراث ليبتسمَ كين
"أعرفُ ذلك مسبقًا ولكنّني كنت أرغبُ بسماعِ الخبرِ منك فحسب"

استطاعَ جذب انتباه جاسون في لحظة ليترك ما بيده ثمّ يسأل بصدمةٍ تعلو وجهه
"هل لا تزال على تواصلٍ مع خطيبتي؟"
كان يتظاهر بالغيرة على من لا يعرفُ حقّ المعرفة ولكنّه لن ينكر استغرابه في كونِ كين على علاقةٍ وطيدة مع شخصٍ آخر غيره

ضحكَ على غير عادته ثمّ سأله
"حسنًا، ايفا زوجةٌ مثاليّة ولكن مالذي دفعك لتغيير رأيك والزواجِ منها؟ هل لا زلت قراراتك تحت اشرافِ والدك؟"

ابتسمَ متّخذًا سخريته برحبٍ صدر ثمّ برّر موقفه
"لن أنكر جمالها، فكما تعلم أحاولُ انتقاء جيناتٍ لأطفالي المستقبليين"

لوفينياTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon