البحث عن صديق

76 30 1
                                    


تحلّقوا حوله جميعًا في نفس الحجرةِ السابقة بحماسٍ لما يحدث
"منذُ متى وأنت حبيسٌ هناك؟"
سألَت نارا باهتمام

كان يأكل بشراهة بينما عيناه لا ترانِ سوى الفراغ، يعوّض عن فقدانه للطعامِ لليومين السابقين
"بربّك لا تُنهي كلّ المخزون، كُل على قدر معدتك!"
أمره مايكل بقلق على جوعه المستقبلي

إلا أنه واصلَ أكله دون اكتراث
"منذُ يومين"
أجاب على قدرِ سؤالها لتُعاود بسؤالٍ آخر
"أتعني بأنّك هنا في هذا المكانِ منذ يومين؟"

حاول كين تذكّر طائرةً أو سفينة تنقلُ هذا الكائن، ولكنه على يقين بأنه لم يلمح شيئًا ، ولم يفعل الجميع أيضًا فكيف تمّ نقله؟

"كلّا، كُنت حبيس الغرفةٍ قبل أسبوعٍ بطعامٍ وشراب، عندما نفدَ كلّ ما أحتاج خرجت .. وندمتُ على خروجي لأُصبحَ حبيس الخزانة"
كان يتحدّث دونَ تعابير وجههٍ واضحة، فكان هادئًا من هولِ ما عاشه

لم يتحدّث لأحدٍ منذ أسبوع ولم يأكل أو ينم جيّدًا كذلك، كانَ يحاول البقاءَ صامدًا بصعوبة متناسيًا احتماليّة موته حتّى آخر لحظة،
ظلّ يقرع باب الخزانةِ كلّ فترةٍ على مدار يومان مُتأمّلًا بقدومِ أحدهم لهذا المكان الذي يجهله

لن يُنكر أنّه فقدَ أمله في فتراتٍ عدّة، ولن ينكر خياله الواسع الذي صوّر له عدّة وسائلَ لموته .. حتى أنه لن ينكر الرعب الذي اجتاحه واستسلامه للواقع ..

"لحظة ، لم أفهم شيئًا مما قلت لك بأن تفسّر أكثر؟"
سألته إيفا بعد أن أعطته قنينة ماءٍ ليرتشفها دون نفس

اتنشقَ هواءً من جديد ثمّ عاودَ الشرح
"حتى أنا لم أفهم ما يحدثُ لي، خُطفت بعد أن فقدت وعيي لأجد نفسي في غرفة"

"هل لمحتَ أحدهم حال خطفك أو أيًّا كان؟"
سأله كين محاولًا التشبث بطرف خيطٍ يتعلق به ليتحرّى الأمر

"قُدّم لي طعامٌ يوميًا، كان البابُ يفتح حال نومي لاستيقظ على وجبة"
قال مفسرًا سبب قدرته على العيش في تلك الفترة ،
بدا لهم الأمرُ غريبًا ولا بدّ بأنّه قد عانى بشكلٍ أكبر منهم

إلّا أن الأمر بدا أكثر غرابة، لمَ يناقض الفاعل نفسه؟
يُطعمه يوميًا خشية موته وبعدها يُرسله لخزانةٍ ليقتله جوعًا

كانت فعلته تبثّ الفصام بحدّ ذاته إلا ما إذا كان واثقًا تمام الثقة بعثورهم عليه .. كان يعرفُ جيّدًا بأنّ شابًّا يافعًا مثل أليكس لن يستسلم للموت .. فهو محبٌّ للحياة

راود كين الشكّ في كلّ من حوله بقهرٍ على قدم قدرته لتحديد من كان يزور تلكَ الغرفة كلّ يوم، فلمن الصعب متابعة أشخاصٍ كثر في آنٍ واحد

لوفينياWhere stories live. Discover now