نهاية اللعبة

75 9 9
                                    

عمّ الهدوءُ المكان بلا صوتٍ باستثناء تأوّهات جولي ألمًا وهي تلامسُ قدمها محاولةً إيقاف تدفّق الدماء، وبكاءُ ايفا الذي تحاولُ كتمه، حاولتا التزامَ الصمتِ والتظاهر بالعدم قدر المستطاع لعلّ القاتل ينسى وجودهم فلا حلّ سوى ذلك

"لم أحتمل معانات لوفينيا يومًا، كانت تؤرقني في كلّ مرّةٍ تدمعُ عينيها فيها"
بدأ رين في قصّته مناقضًا لاعترافه السابق معبّرًا عن مشاعره الغريبة

"كانَ والدها السيء غارقًا بالديون، والدتها تواصلُ الضغطَ عليها مما يصلُ لتعنيفها، وأختها رحلت و هجرتها ببساطة"
وصفَ محلّه من شفقتهِ نحوَ من قتلها ونظرةُ الأسى والحزن تلازمه

"كانت أقربَ شخصٍ لي، وكنتُ أقربَ شخصٍ لها، كانت تفهمني أكثر من غيرها"
بدأت ملامحُ لويس بالتغيّر لعدم راحته، بل ولأوّلِ مرة بدأ بهذا الشكل المتوتّر تلقاءَ اعترافه بالأمر

"ولأنني أفهمها أكثر، عرضتُ عليها الانتحار"
صُعقَ الجميعُ لما تفوّه به من هراء

أكملَ عندها
"هيَ من أرادت الموت، ولكنّها كانت متردّدةً فحسب"
قالها ذارفًا دموعه بحرقة

"لذا فدفعتها لتجثو ميتة؟"
سألَ كين بصوتِه الهادئ الذي أصبحَ أكثرَ هدوءًا، ولم يترك له حرّية الإجابة عندما انقضّ فوقه ليقعَ أرضًا وهو يحاول ضربه

"أنتَ مختلٌّ للغاية!"
صرخَ بينما يجلسُ فوقه مبرزًا عروقَ وجهه الغاضب واشتعاله بعدما أخرجَ السكينة المملوءة بدماءِ مايا ليلامسَ بها عنقه

لم يكُن ليفقد صوابه بحقّ موتِ فتاةٍ يجهلها، بل كانَ هلعه تعبيرًا عن جريمةٍ تافهة يعاقبُ عليها من لا ذنب له في نظره

"ظننتُك أعمًا يا رجل"
علّق لويس مخفيًا توتّره البسيط من ذلك الذي أدلى باعترافه للتو بوقتٍ غير مناسب رغم معرفته المسبقة بالأمر

"اقتلهُ كين"
أمرته نارا وهي تقفُ بصمودٍ أمامه

رأت نظراتِ عيناه اللتان تحملقانِ باتّجاهها لتفهمَ نيّته في عدمِ القتل رغم الوشوكِ على ذلك
"كين، فكّر بعلقك"
حاولت تحريضه على القتل بصورةٍ غير مثاليّةٍ لها كمحقّقة

كانَت تعابير وجهها الغريبة نابعةً من كرهٍ بلغ حدّه، بدت وكأنّها تملكُ ضغينةً لا تُفهم، بل شعرَ كين بأنه حتى لو فهمها لن يستطيع المضي معها في طريقِ بغضائها

خفّت عصبيته وزالَ غليله بشكلٍ جزئي ليطرحَ سؤاله بهدوءٍ مطلق
"لمَ اخترتني نارا؟"

اصفرّ وجهها اصفرار وجه الميّت وارتجفت ارتجافَ أوراقِ الأشجار في مهبّ الريح، أصبحَ وجهها كالقطنِ ناصعَ البياض رغمَ لونِ بشرتها الحنطيّة من شدّةِ فزعها

لوفينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن