فرصةٌ ضائعة

99 27 6
                                    


كانٓ جادًّا في قولِه محاوِلًا إقناعها بِمُساعدتِه
عن طريقِ بوحه بأهمّ أسرارِه

"ومن تكونُ إذًا؟"
سألته ليُجيبها بإجابةٍ قصيرة دون تكلفةٍ أو عناء
"كين"

ضحِكت فورٓ سماعِها لما قال ليُدرِكٓ حينها
بأنّها كانت تسخٓرُ منه منذُ سؤالِها
"هل تصديقي صعب؟"
سألها بوجهِه الجاد مع الإطالة في النّظر إليها
راغِبًا في خرقِ عيناها المتقلّبةُ سخريةً بنظراتِه القاتلة

"أنت كاذب "
كانت قد ختمت الألقاب العديدة باستنتاجٍ واحد
وهو الكذب ..

عندٓها فسّر أكثر لِيُحاوِلٓ اقناعٓها بصحّةِ
قولِهِ على عكسِ ردّة فعله الدّائمة في عدٓمِ الإكتراث
ولكنّ الحاجة الماسّة لها كانت سبٓبٓه
"قدومي إلى هُنا كانٓ عن طريقِ جاسون الحقيقي ،
لستُ سوى رفيقٍ له!"

جحدٓ صديقه الدّائم والوحيد بوصف علاقتهما القويّة بأنّها
مجرّد رفقةٍ دون الإكتراث لأهمّيتها بعدٓ أن اعترف بخبثِ
صديقه في إيصالِه إلى جحيمِ الموت حتّى دون قصده

بدأٓ بِرسمِ تعابيرِها الجادّة لِيُكمِل بِشُعورِه في النّصر
"ألم تندٓهِشي مُجدّدًا باستهزائِك بأنّنِي مُجرّدُ
محامٍ؟ حسنًا هذا هو مقامي مايا فلستُ
من طبٓقٓتِكُم المرموقة"
قالٓ باستهزاءٍ بِتلك الطّبقٓة الّتي يمقُتها مع بدئه في كره أعزّ رفاقه،
وهذا هوٓ كين الحقيقي الّذي يرمي بالأقربين منه حالٓ تعرّضه
لِسببٍ واحد يدفعه لذلك وكأنّه متلهّفٌ لتركه

"إذًا فالمٓطلوبُ منّي هوٓ مُساعدتُكٓ في الخروجِ من هُنا كين؟
لماذا ؟ لأنّك تستحقّ العيش ولأنّك مجرّدُ بديل"
قالت مُراجِعةً أقوالٓه وهوٓ على أمٓلٍ في تصديقها للأمر
ثمّ أكملت بِصُراخ
"أمّا الجميعُ هُنا هم الضّحايا الحقيقيّون الِذينٓ
يستحِقّون الموت!"

الجميعُ هنا ضحايًا قد أتوا على غير إرادتِهم ،وبالرّغمِ من ذلك
فإنّ كين على اعتقادٍ بأنّ من جمعهم يعرِفُهم حقّ المعرفة
كما يعرِفُ جاسون ..
لذا فتٓظاهره بهويّةٍ ليست له في وقتٍ ومكانٍ خاطئين
أحكمت عليه بدفعِ الثّمن !

صمتٓت لِلٓحظةٍ وهي تحدّق في عينيه بشراسة
"ستظلّ أنانيًّا في نظري حتّى النّهاية"
قالت لِتهمّ بالذّهابِ تارِكةً إيّاه

أمسٓكٓ بيدها لِيصرُخ فاقِدًا أعصابٓه وٓ راجيًا إيّاها بالإنصياع
"لو كُنتُ أنانيًّا لما أقحمتُ نفسي في أمورِكم جميعًا!"

عاوٓدٓ ذكرٓ فضائِله عليهم بمن
"من هوٓ صاحبُ الأربعةِ أعيُنٍ الّذي تستعينونٓ
بِعقله عند الحاجة مايا؟"

لوفينياWhere stories live. Discover now