الخطّة الفاشلة

50 9 0
                                    

استيقظَ وأخيرًا دون تدخّل أحدهم بينما يسترجع رؤيته بتباطؤ، بدأ عاجزًا عن الحركة ليستوعبَ بأنّه مقيّد في كرسيّه

كان الظلامُ معتمًا ولكنّه يكادُ يرى ضوءًا ليس ببعيد مع شعورِه بحرارةٍ تنبعث من قريب ليتأكدَ بأنها نارٌ موقدة

تأكّد بأنّ الظلام لم يكُن السبب الوحيد في عدمِ رؤيته، بل كانت نظارته المفقودة مجدّدًا ليسأم من وضعه ويفكّر آنذاك لائمًا نفسه البريئة

لمَ لم يطبّق نصيحة جاسون و يرتدي عدساتٍ لاصقة فحسب؟

بل إن كانَ عنيدًا كفاية، لمَ لم يواصل رفضَ ذهابه للباخرة؟

لمَ شربَ كأسًا من مخادِعٍ يجهله؟

انتهى بأفكاره مستنتجًا بأنّ هذا الشخص لا يمثّله، ذلك ليس كين الغير مبالي، و تلكَ الحياة المليئة بالدماء والاثارة ليست ما كان يطمحُ له

"أتسمعني كين؟"
سمِع وأخيرًا همسَ نارا بجانبه ليتبيّن له بأنها في نفس وضعه الحالي، كانت قد استعادت رباطة جأشها بعد أن توقّفت عن ذرف دموعها إلّا أنّ أنفها الأحمر يكاد يكشفها

"كم الساعة الآن؟"
سألها وصداعٌ لا يزال يلازمه

القت بنظرها على ساعةِ الحائط المعلّقة مع محاولتها لرؤية الأرقام في الغرفة الشبه مظلمة محدّقةً بعينيها بتمعّن
"الخامسةُ صباحًا تقريبًا، ستطلعُ الشمس عمّا قريب"

لم تطل انتظاره ليستعيد وعيه بسبب خشيتها من عودتهم
"اسمعني جيدًا كين، على الغالب بأنّنا هدفهم هنا، ثلاثتهم يحاولون معرفةَ كلّ شريكٍ لهم ليقتلوا الفائض"

صمتت لبرهة ثمّ عاودت التفسير مع استمرارها بالهمس
"الفائضُ هو أنا وأنت، كُن ذكيًا وحاول التفكيرَ في طريقٍ تجعلهم يصدّقون بأنّك لستَ شريكًا لي!"

كعادتها كانت تملك الخطة.. وبحاجة للتنفيذ ولكن للأسفِ لم يكُن عقلهُ يعمل بشكلٍ جيّد في تلك الحالة وتلك الرؤية، بل لم يكُن يعمل منذ فقدانِه لأمله بالنجاة.. فهو أشدّ يأسًا منذُ أيّ وقت مضى

"أترغبين بمعرفةِ طريقتي؟"
سألها بصوتٍ هادئ ليجيب ببرودٍ قبل أن تردّ عليه
"طريقتي هي الموت، هذا الحلّ الوحيد الذي أفكّر به الآن لذا فلا تتوقّعي منّي شيئًا"

لم يستطِع رؤية ملامح وجهها المصدومة خوفًا منه على نفسها ولكنّه استطاعَ تخيّلها
"أهذا كلّ مالديكَ كين؟"
سألته المستوطنة في جانبه الآخر بعد أن استرقت السمع مع عجزها في تحريكِ غرّتها التي تغطي جزءًا من عينها
"لو كنتُ أعلم لما انتظرتُ استيقاظك، لمَ تأمّلتُ منك حلًّا؟"
سألت جولي ساخرةً من نفسها

لوفينياWhere stories live. Discover now