لِقاءٌ مدبّر

110 31 5
                                    

كانٓ سائرًا في مٓمٓرّاتِ تلك الباخرةٍ وحيدًا

لم يكُن خائفًا أبدًا رُغمٓ الهدوء القاتِل الذّي يعمّ المكان
حتّى عندما غادرت الأضواء المنيرة لتتركه
في ظُلمةٍ دامسة

هل ستبقى الكهرباء على هذا المنوال؟
فٓلم يكن مستعدًّا لها أبدًا فيكفيه نظٓرُه المشوّش

توقّف لبرهةٍ عن السّيرِ خشية الارتطامِ بشيءٍ
ما دام بلا أعين يُبصِرُ بها

أصبح المكانُ أكثرٓ هدوءًا من ذي قبل ،
فلم يعُد يسمٓعُ حتّى صوتٓ قدماهُ الّتانِ تخطُوانِ
على تلك الأرضيّة الخشبيّة

تسمّٓرٓ دقيقةً بِثوانيها في نفسِ مكانِه حتّى بدأ
صوتُ أنينٍ يرنّ مسامِعه

شعٓرٓ وكأنّ هناك من يبكي بصمتٍ جواره!

تقدّمٓ خواتٍ بسيطةٍ وهو عاجِزٌ عن تحديد مسارِ الصّوتِ
لشدّةِ خفوتِه

سألٓ راجيًا الإجابة
"أين أنت ؟"
إلّا أنّ الصّوتٓ قد انقطٓعٓ فورٓ لفظه

عادت الأنوارُ من جديد كاشِفةً له من كان يسألُ عنه
بالرّغمِ من عدٓمِ رغبتِها بإظهارِ نفسِها أمامٓه !

"مالّذِي تفعلينٓهُ هُنا إيفا؟"
سألٓها مُتظاهِرًا باهتِمامه لِتُحملِقٓ بهِ بِصمتٍ
مع نيّتِها في الهُجومِ عليه

"أهُناكٓ شيء؟"
سألٓها بِجهلٍ ليتذكّرٓ بعدها موتٓ رفيقتِها رُغمٓ قصر المدّة

يا إلهي!
تكرّرٓ الموتُ علينا لِيخفّ تأثيرُه بعدٓ كلّ مرّة
فكّرٓ بِنفسِه لِبُرهةٍ ثمّ عاودٓ السّؤالٓ بما يٓخصّه:
هل سؤنسى أنا الآخٓرُ عند موتي بكلّ سهولة؟

أثناءٓ تفكيرِه العميق انقضّت عليه إيفا بِصُراخِها
"أنتٓ هو السّبب"

تعجّبٓ من اتّهامِها الباطِل لِيبتسٓمٓ بِسُخريةٍ بعدها نافِيًا قولها
"نعم أنا هوٓ السّبٓب ، فأنا من دفعها لِتهوي أسفلٓ الباخِرة"

"أخبرتُكٓ بأن تُساعِدها!"
صرخت نحوه مُجدّدًا

لم يُعجِبهُ اسلوبُها في إلقاءِ اللّومِ عليه لِتُشعِرٓهُ
بِضعفِه لِلٓحظة
"وٓ هل وٓظيفٓتي هي العنايةُ بِكما؟"

ذرٓفٓت دُموعٓها كفتاةٍ صغيرةٍ باكية
"تعبت .. ما يحدُثُ هنا يستنزِفُ كلّ طاقتي"

كانٓ يرغٓبُ في الإقرارِ بقولِها شاهِدًا بأنّهُ
يستنزِفُ طاقتنا جميعًا فلستِ الوحيدةٓ الّتي تُعاني هنا!!
ولكنّه اختارٓ الاستِماعٓ بِصمتٍ رُغمٓ رغبتِه في العودةِ
تارِكًا إيّاها وحيدة

لوفينياWhere stories live. Discover now