الفصل الثامن عشر : كانت كذبة!

345 32 17
                                    

" كيف تشعرين الآن؟ "

سألت ماري التي دخلت للتو حاملة صينية الإفطار، حدقت سينا في شخصيتها و هي تخطو باتجاه الطاولة تقول بانزعاج :

" شعور كالبراز! "

إنه كذلك حقا ، عندما استيقظت هذا الصباح شعرت برأسي اثقل كما لو كان مصنوعا من الفولاذ و الصداع الشديد يخفق كما لو أن أحدهم بات يدق مسامير على جمجمتي.

كافحت للجلوس رغم مزاجي المعكر تماما كالجو اليوم مع الشعور الغريب أسفل بطني، شعور التمزق المؤلم  كما لو أن داخلها ممتلئ بحصى مدببة ملتهبة ، و أطرافي تؤلمني كما لو أنني تعرضت للضرب المبرح ، رغم ذلك لم اهتم كثيرا و أبعدت الغطاء عن جسدي المتقلب ثم زحفت و شرعت في الجلوس على السرير لترويض الدوار الذي يعصف بي

 زفرت انفاسي حوالي خمس مرات و بعد أن شعرت بحال أفضل قليلا وقفت ثم سكبت  من الماء لإخماد الجفاف الشديد في حلقي و ارتشفت القليل قبل أن يقع نظري على المصيبة

حدقت سينا بعيون متسعة في بقعة الدماء على الفراش

" م-ما هذا؟! "

صرخت ثم أسقطت نظرها بسرعة على ثوب النوم الملطخ بالدماء

" لا! لالا .. أ-أنا .. أنا اهتممت بهذا مسبقا ! كيف؟! "

أغلقت عينيها و أخذت نفسا عميقا ثم فتحتهما ببطء على أمل أن يكون كل ذلك وهم أو هلوسة لكن

" إلهي! "

تراجعت خطورة نحو الخلف تمسك رأسي و أغلقت عينيها بقوة

" لا بأس! لا بأس ، لا تنفعلي ، ابق هادئة سينا! لا تنفعلي لأنه إن فعلت سوف "

حثت نفسها ثم فتحت عينيها ببطء " ارجوك ابق طبيعيا ، ارجوك ابقى طبي- آه! "

في تلك اللحظة شعرتُ برغبة ملحة في البكاء طوال اليوم لأن الأمور بدأت تخرج عن سيطرتي بالفعل

نظرت إلى الاثاث من حولي يطفو في الهواء و الغصة تخز حلقي كالشوكة

لم افهم بالضبط ما الخطأ الذي اقترفته لتؤول الأمور إلى هذه الحال

" أنا حقا لا افهم ما الذي يحاول القدر تعليمي هذه المرة؟! "

تذمرت سينا بانزعاج فتنهدت ماري و ردت :

" أنت كنتِ مضغوطة طوال الوقت كما أنك استنزفت طاقتك عدة مرات ، فقط استرخي الآن "

شمس أوستنWhere stories live. Discover now