الفصل الرابع : زوجة بالإيجار

1K 73 70
                                    

تجاهلت حرقة عينيها و ثقل جفنيها ، كانت تكافح لإنقاذ كبريائها الضرير، تكتم تلك الشهقة العالقة في حلقها كالغبار ، عيناها و نظراتها لم تفارق خاصته ، تفرست ملامحه الثابتة ، تمعنت في زرقة عينيه ، أنفه المنحوت و صولا الى شفتيه ، ترددت للحظة ، حولت نظرها الى موريس و السيدة بجانبه ، لقد أدرك بالفعل ما أرادت فعله ، في اللحظة التي اغلقت فيها عينيها بإحكام تحبس  دموعها التي توشك على الانهمار، كانت تفكر في شيء غبي ، تصرف متهور ، لفت ذراعيها حول عنقه بعدها ..

قبلة !

حقا سينا؟! لم تجدِ سوى القبلة كحل للخلاص ؟!

" سينا ! "

استفاقت اخيرا من شرودها على صوت ميش تناديها ، لقد كانت واقفة تحمل الصحن بين يديها

" بما كنت شاردة ؟! "

لقد مر على تلك الحادثة يومان بالفعل لكنني لازلت افكر في ما فعلته ليلتها ، تبا لي !

بعثرت خصلات شعرها بإحراج تلعن نفسها في صمت ثم اتخذت كرسيا للجلوس تتأفف بعبوس

" ما الذي كنت تفكرين فيه بحق السماء ؟! "

جلست ميش بجوارها ثم وضعت الصحن على الطاولة تضيف :

"قبل افتراقنا قُلتِ أنكِ سَتلتقين بموريس ثم اختفيتِ ، اعتقدتُ بأنكِ حَللتِ المُشكلة لكن عندما قَدِمتُ لتَفقّدكِ فُوجِئتُ حقًا ، أنتِ تَحفرين قَبركِ بيديكِ سينا ، أتعلمين هذا ؟! "

" لم ارغب في الظهور بمظهر الخاسرة "

" ها حقا ! لأنك لم ترغبي بذلك قمت ب- "

سحبت ميش نفسا عميقا تتبع صارخة :

" التصقت بالرجل تقبلين شفتيه ! "

" كم مرة علي ان اقول هذا .."

رفعت سينا يدها تشير بأصبعها السبابة الى زاوية فمها  معارضة بانفعال

" انا لم اقبل شفتيه بل زاوية فمه فقط ! "

" وما الفرق !؟ ، انا لا اصدق انك فعلت ذلك وسط ذلك العدد الهائل من الناس "

زفرت ميش انفاسها تقول معاتبةً :

" انت لا تعرفين حتى من يكون ذلك الشخص ، هل تعرفينه ؟! "

شمس أوستنWhere stories live. Discover now