الرابع عشر

525 19 2
                                    

بعد ان ذهب فهد وهو في قمة غضبه ظلت مروة واقفة في مكانها لم تتحرك...معذورة فهي ايضا مصدومة مما فعلته فهي لم تكن تتوقع أن تفعل ذلك امام والدها وايضا مع هذا الفهد المفترس...لن تنكر انها الان بعد ان افاقت من صدمتها تشعر بالخوف والتوتر الشديد...فهد لن يرحمها بالتاكيد وسوف ينتقم منها على تسرعها وغبائها هذا من وجهة نظرها ونظر الجميع!!!......

محمود اقترب منها وامسك ذراعها بغضب: ايه اللي انتي هببتيه ده؟!...انتي كان عقلك فييين لما فكرتي تعملي الهبل اللي عملتيه ده؟!...ها انطقي؟!!
مروة بخوف وبكاء: والله يابابا ماكان قصدي انا الغضب عماني وخلاني مش عارفة اتصرف او افكر ازاي.
محمود تركها بغضب وقوة: وانا اللي بقولك ماتدخليش في العيلة دي تروحي بكل بجاحة تضربي اكبر واحد فيهم؟!...اعمل فيكي ايه بس!!
مروة ببكاء: انا اسفة يابابا بس هو اللي فعلا مستفز وكلامه وتصرفاته هي السبب في اللي انا فيه ده دلوقتي عشان كده ماعملتش حساب العقل واتصرفت بغضبي.
محمد اقترب منها محاولة تهدأتها: خلاص يامروة اللي حصل حصل خلاص المهم ربنا يستر مايعملش حاجة غبية زيه بعد كده؟!
مروة بغضب وهي تمسح دموعها: والله لو بس فكر يعمل حاجة تانية لعيلتنا مش هكتفي بالقلم وقتها.
محمد بغضب: ليه وهو انا روحت فين ان شاء الله!!...انا اللي مش هسكتله وقتها واللي عنده يعمله.
محمود جلس على كرسي مكتبه وقال بتنهيدة سخرية: والنبي اقعدوا ساكتين انتوا الاتنين...مش فالحين بس غير بالكلام وانا اللي بشيل الليلة بعدين.
محمد بغضب اقترب من المكتب: طب والله بتكلم جد خليه بس يقرب من مروة ولا حد فيكم وشوفوا انا هعمل فيه ايه!!
محمود وقف بغضب: بقولك انت كمان انا مش ناقص تدخلني في حوارات مع العيلة دي زي ماعملت اختك...مش احاول أصلح حاجة تطلعلي حاجة تانية انيل من الأولى!!
مروة بحزن وندم: انا اسفة يابابا واوعدك اني مش هتدخل معاهم تاني والله.
محمود بهدوء: خلاص يامروة روحي انتي واخوكي دلوقتي وانا هحاول افكر في حاجة تخرجنا من العيلة دي على خير.
محمد باستغراب: والمطعم اللي قالك عليه الجدع ده؟!
محمود: هرفض اني اخده انا مش ناقص وجع دماغ...ده قبل ما اخده حصلت المشاكل دي لو اخدته بقا هيحصل ايه؟!...انا مش ناقص وجع قلب.
مروة بتعجب: بس انت يابابا سجلته باسمك خلاص؟!
محمود بتفكير: عادي هاروح اسحب ورقي واشيل اسمي وارجعه لصحابه تاني...ولو ماينفعش ممكن ابيعه لشريف صاحبي وخلاص المهم اخلص منه.
محمد: تمام يابابا واي حاجة تعوزها احنا موجودين.
محمود بابتسامة حنونة: ربنا يخليكوا ليا يارب ولا يحرمني منكم.
ثم نظر الي مروة ووقف وقال وهو يفتح ذراعيه لها بابتسامة: تعالي يامروة.
ركضت مروة اليه وهي سعيدة انه سامحها اخيرا وقالت وهي تبكي: يا يابابا بجد حضنك واحشني اوي والله.
محمود ضرب مؤخرة راسها بخفة: يابكاشة هتحوري من اولها؟!...ده ماعداش غير ١٠ ايام تقريبا؟!
مروة ابتعدت عنه قليلا وقالت بحزن: وهو ال ١٠ ايام دول شوية بردو ياحج؟!
محمود: المهم انتي ماتعصيش كلامي وانتي مش هتبعدي عن حضني ابدا يامروة اتفقنا!!
مروة بابتسامة: طبعا يابابا اتفقنا...المهم ماتكونش لسة شايل مني او زعلان؟!
محمود بضحك: اومال انا حضنتك ليه مثلا اكيد مش زعلان خلاص.
محمد بمزاح: ماخلاص بقا ياختي ماهو بابا قالك انه مش زعلان اهو الله...يلا بقا عشان امك اللي ماتزعلش مننا عشان اتاخرنا ودي زعلها ماشاء الله أصعب من الحج.
محمود بمزاح ايضا: ماتفكرنيش يامحمد بالله عليك عشان عصبيتها دي بتيجي ع السيرة.
مروة بغرور: الا انا بتيجي عندي وماتقدرش تتعصب عليا ابدا.
محمد بسخرية: اه فعلا بامرة الشبشب اللي بينزل عليكي كل يوم تقريبا عشان مش بتغسلي المواعين.
مروة بغيظ: ده الشبشب بس لكن لسانها لا مش زيك مثلا.
محمد كان سيرد عليها لولا تدخل والدهم قائلا: لا ابوس أيديكم مش هنا في مكان اكل عيشي الناس تقول عليا ايه؟!...مخلف عاهات ماشاء الله!!...روحوا كملوا عراكم في البيت يلا انتي وهو من غير مطرود.
مروة بضحك: ماشي ياحج انا هقول لماما وهي تتصرف معاك بقا.
محمود كان سيقوم برمي القلم في وجهها وهو يقول: يلا يابت من هنا.

صراع عائلة الطوجي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن