Chapter « 16 »

14 3 0
                                    


فتحتُ عيناي بصعوبة، البكاء طوال الليل جعلهما تلتصقان ببعضهما، تنهدتُ وحملتُ نفسي عن الأريكة، نظرتُ للمكان حولي، كان مرتباً جداً ونظيف كذلك

هل عادت جدتي؟ متى؟ لم توقظني حتى، وقفت وتوجهت نحو المطبخ وفتحت الثلاجة وأخرجتُ منها بعض الماء، أشعر بحلقي يكاد يتمزق من الجفاف

توجهتُ بعدها نحو غرفتي، ولكنني لم أعثر على جدتي، حملتُ هاتفي وأنا أطلب رقم جدتي بينما أتوجه للحمام
ثلاث رنّات حتى أجابت بصوتها الدافئ: أوه يوري... هل إستيقظتِ؟

نظرتُ لوجهي في حالته المُزرية وأنا أقول: نعم، متى عدتِ للمنزل؟ لم توقظيني حتى... ومتى خرجتِ كذلك؟ أين أنتِ على أي حال؟
قهقهت وقالت: حسناً على مهل يا فتاة... أنتِ تسألين الكثير معاً، لقد عدتُ متأخرة، لم أوقظكِ لأنكِ بدوتِ مُتعبة جداً حتى أنكِ لم تستَطيعي أن تنظفي المنزل، وكذلك... لقد قررت العودة بالفعل إلى أميركا... سأركب الطائرة بعد ثواني
بصقتُ معجون الأسنان من فمي بسرعة بصدمة وصرخت:مااذاا؟؟!

تنهدتُ وأنا أترك فُرشاة الرسم واتذكر ما قالته جدتي قبل أن تُنهي المُكالمة <أتيت فقط لأطمئن عليكِ... وكذلك قابلتُ بعض الأصدقاء القُدامى، ولكنني تعبت، لا يمكنني العيش في كوريا بعد الآن، مهما كان جميلة، فأنا بالفعل... قد أصبح موطني أميركا
قلتُ لها بتردد: هل السبب... هو... جدي؟
قهقهت بخفّة، ثم قالت وأنا أشعر بإبتسامتها: أنتِ ما زلتِ صغيرة، ولكنكِ يوماً ما ستُدركين، بأن المكان لا يهم حقاً، فالمنزل، هو حيثما يكون أكثر شخص تحبينه في العالم>

نظرتُ نحو السماء الصافية، لأقول بلا إدراك: رُبما... يُمكنني فهم جدتي الآن قليلاً
إبتسمتُ وأنا أتذكر السيد شين، ثم تنهدتُ مجدداً وأنا أتذكر كيف كان إعترافي مثيراً للشفقة، لم أُرد أن أعترف له حقاً، كنتُ خائفة، لأنني... فقط أردتُ أن أقولها... تلك الكلمة، سأحاول إصلاح الأمور، بطريقة أو بأخرى، لكن عليّ رؤيته ومعرفة ما سيقوله، سأقرر بعدها إن كنتُ سأكرر إعترافي أو سأدحضه

نظرتُ نحو اللوحة أمامي، كانت تبدو جميلة قبل قليل، ولكنها الآن لا تبدو أكثر من خرابيش أطفال
توجهت نحو غرفتي وسحبتُ بعض الملابس الدافئة من الخزانة وتوجهت للخارج، ولخشيتي لقاء السيد شين، توجهت نحو سلالم الطوارئ، وبدأتُ أنزل بها

______________________________________________________

- والآن، إنتهينا من جميع التجهيزات، علينا القِيام ببعض الفحوصات، لنرى مدى تطور الورم، ومكانه تحديداً، سيسهل هذا إجراء العملية
- شكراً لكَ ايها الطبيب
- إستريحوا رجاءاً

خرجَ الطبيب، لأتنهد وأنا أنظر نحو سوهو الجالس أمامي وهو ينظر ليداه، متأكد بأنهُ قلق جداً، رغم أنني أعلم تماماً ما يقلقه أكثر من مرضه... الآنسة كانغ يوري... حالتها بالأمس لم تكن جيدة، وأنا متأكد أنهُ يفكر بها الآن

The one I love ✔️Onde histórias criam vida. Descubra agora