Chapter « 19 »

10 3 0
                                    

لا أعلم كيف إنقضى ذلك الوقت، قام الأطباء بفصلنا بصعوبة، تركت السيد شين لوحده هناك، بينما أخذني أحد الأطباء لمكتبه
كانت يدي المُمسكة بكوب الماء ترتجف، لأسمعه يتنهد ويقول: ما هو إسمكِ يا آنسة؟
تركت الكوب وقلت بصوت مبحوح: كانغ يوري
ليقول هو: آنسة كانغ، ما هي علاقتكِ بالسيد شين؟

نظرتُ جانباً، ثم قلت بهدوء: من يعلم؟
رأيته يعود ويستند على الكرسي، ثم قال: من ما رأيته، أنتما حبيبان، هذا صحيح؟
أحمرّ وجهي، ولكن دموعي عالقة في عيناي، لأراه يمدّ منديلاً ورقياً لي ويقول: أرجوكِ توقفي عن البكاء، هذا ليس جيداً لعينيكِ

أومأت ومسحتُ دموعي، ليقول لي: السيد شين، مصاب بسرطان الدماغ، ولكنه ما زال في مراحله الأولى، لم ينتشر كثيراً، هذهِ هي صور فحوصاته، ربما لن تفهمي جيداً، ولكنني سأحاول تبسيطه

كنتُ أستمع بصمت، بينما هناك غصّة في حلقي تمنعني حتى من قول أي حرف، وإلا فإنني سأنهار مُجدداً

ليكمل الطبيب: لحسن الحظ، إستطاع ملاحظة الألم في رأسه و بدأنا بعلاجه بسرعة، لو تأخرنا قليلاً بعد، لأنتشر في كل مكان، سرطان الدماغ صعب جداً، من أصعب السرطانات التي يتعامل معها الطب، كونها في مكان حساس كالدماغ، إنهُ صعب،ولكنهُ ليس مستحيل، أعرف الكثير والكثير من المرضى الذين تماثلوا للشفاء منه، بالمقابل هناك الكثير الذين ماتوا بسببه، أنا لا أقول لكِ أن تتخلي عن الأمل، ولكنني لا أقول لكِ بأن ترفعي سقف توقعاتكِ، نحن جميعنا بشر، ونحن جميعنا ضعفاء أمام المصائب والمرض، ولكن يجب علينا التحمل والصبر، وإلا فإننا سنخسر عند أول عقبة تأتي لنا

أومأت له، عادت دموعي لتنزل بينما كان هو يتحدث، لأمسحها بسرعة وأنا أسمعه يُكمل: نحن نبذل ما في وسعنا لعلاجه، لا يمكننا السماح لكِ بالإقتراب منه أبداً، وهذا لأننا نعالجه بالمواد الكيمياوية، نحن نضرب أماكن إنتشار الخلايا المسرطنة ونحاول قتلها، ولكن إن إستطاعت هذهِ الأشعة الوصول لخلايا سليمة، فإنها ستتسبب بتولد خلايا سرطانية جديدة، وهذا ما لا نريده، بعد إكمال العلاج الكيمياوي ومحو أكبر عدد ممكن من الخلايا المُصابة، فإننا سنجري له عملية جراحية، سنضطر لإزالة أكبر كمية من الخلايا الموجودة في دماغه، وما تبقى منها فإننا سنعود لنعالجها بالمواد الكيماوية

لأقول له بصعوبة: ما هي نسبة نجاح هذهِ الخطة العلاجية؟
أومئ وقال: نسبتها عالية، كون المرض في مراحله الأولية، هل إستطعتِ فهم ما قلته للتو كله؟

أومأت لهُ وقلت: ولكن أيها الطبيب لديّ طلب!
أومئ لي، لأقول: هل يمكنني التحدث معه على الهاتف؟ أرجوك أيها الطبيب، أنا... أنا حقاً... حقاً أحبه، لا يمكنني فقط الإستمرار بإبعاد نفسي عنه!

The one I love ✔️Where stories live. Discover now