نظرتُ لهم، يضحكون ويشربون، وكأنهم لن يعيشوا الغد أبداً!
وقفتُ واضعاً علبة سيجارتي في جيبي وخرجتُ بدون أن ينتبهوا
الشارع مُمتلئ بالثلج، وإضاءات الشوارع الرائعة تجعلني أشعر بالحُزن فجأة
الهواء البارد يضرب وجهي بخفة، وشعري قد غطيتهُ بالقُبعة الصوفية خاصتي
جلستُ القُرفصاء مُتكئاً على حائط بجانب المطعم الذي خرجتُ منهُ
وأنا أنظر نحو الشارع الذي تمرّ بهِ سيارات قليلة، إنها نهاية الإسبوع، بقيّ ساعتان على مُنتصف الليل، وعندها يبدأ العام الجديد
لذلك الجميع أما يحتفلون، أو في منازلهم مع عوائلهم
دقيقتان هادئتان، إنتهت سيجارتي الأولى، قررتُ الدخول ولكنني تراجعتُ بعدما رأيتُ فتاة واقفة على الطرف الثاني من الشارع، بجانب إشارة المرور
لا أعلم ما الذي جذبني نحوها، ولكنها كانت لطيفة
قصيرة القامة، بشعر بندقي اللون متوسط الطول، وعينان بلون أسود، بينما شابكة يداها خلف ظهرها وتنظر للسماء
نظرتُ إلى المكان الذي تنظر لهُ، وكانَ القمر وهو يختبئ بخفّة خلف الغيوم
أعدتُ نظري لها، لأراها تعبر الشارع الفارغ بخطوات راقصة رقيقة
إبتسمتُ على طفوليتها وهي تتحرك على خطوط عبور الشارع وكأنها مفاتيح بيانو
وعندما وصلت للرصيف إنحنَت وكأنها إنتهت من تقديم عرض رائع
لم أستطع كبح ضحكتي، عندما رفعتُ نظري نحوها، كانت تنظر لي بصدمة، لتقول: هـ هل كنتَ هُنا طوال الوقت؟
أومأتُ لها بعدما توقفتُ عن الضحك بصعوبة، لتقول وهي تُغطي وجهها بكـفّا يديها الصغيران بخجل وهي تقول: مـ ماذا؟ يا إلهي! أرجوك إنسَ ما رأيتَه!
أرادت الهَرَب ولكنني قُلتُ لها: لقد كانَ اداءاً رائعاً!
نظرت لي بصدمة وخجل وقالت: أرجوك لا تسخر يا سيدي!
لأبتسم لها بهدوء وأنا أقول: أنا لا أسخر منكِ! لقد كنتِ لطيفة
رأيتُ أُذُناها تُحمرّان بشدّة، لتهرب بعيداً بسرعة وهي تغطي رأسها بقلنسوة التيشيرت خاصتها
إبتسمتُ وقررتُ الدخول بعدما شعرتُ بالبرد
- سيد شين سوهو!!
- نعم؟
- ماذا تفعل عندك؟ هيا تعال سيفوتنا القطار
- حسناً حسناً أنا آتي
اليوم هو ثاني يوم في العام الجديد، بعد تلك الليلة التي خرجتُ بها معَ زملائي في العمل إلى المطعم والموقف الذي حدث معَ تلك الفتاة اللطيفة، قررتُ العودة للعاصمة
على أي حال لا ضَير من قضاء العُطلة لوحدي
- سيد شين؟
- همم؟
- ما الذي تنظر لهُ هُناك؟
- آه... لا شيء، إنها فقط أرض غارقة بالثلج... لكن المنظر ساحر
- نعم... لكن حقاً أنت تحب الشتاء
- كيف علمت؟
- أنتَ تنظر خلال النافذة وتبتسم
- اممم، حسناً... أشعر بالهدوء عندما أشعر بالهواء البارد يُلامس بشرتي
- واااه... المُدير شين حقاً شخص رومانسي
ESTÁS LEYENDO
The one I love ✔️
Romance"ينظر لها كما لو أنه قد أدركَ للتو ما هو الحُب" شين سوهو يجد نفسه واقعاً في حُب الفتاة التي تسكن في الشقّة المجاورة له، ليكتشف بأنها ليست فقط فتاة عادية كما كان يتوقع 'الموسم الأول ينتهي عند الفصل ٣٠، و سيتم نشر الموسم الثاني في نفس الكتاب ' This b...
