Chapter « 31 »

12 4 0
                                    

« 31 » chapter

نظرَت من خلال النافذة بعيون فارغة. 'لقد مضى وقت طويل'. هذا ما فكَّرَت به و هي تنظر للبنايات الطويلة التي تمرّ بها السيارة بسرعة.

شعرت بهاتفها يتهز في جيبها، لتستيقظ من ذكرياتها و فتحت هاتفها، إبتسمت و هي ترى إسم المتصل "مرحباً صغيرتي" قالتها بمرّح و هي تبتسم.
جاءها صوت طفولي من خلال الهاتف "خالتي يوري!! هل وصلتِ؟ متى ستأتين لمنزلنا؟ لقد قمتُ بصنع كعكة البرتقال المفضلة لديكِ مع ماما! نحن ننتظركِ!"
ضحكَت على إبنة أختها و قالت "حسناً حسناً، سأذهب لمنزلي أولاً، و سآتي للعشاء بالتأكيد"
صرخت الفتاة الصغيرة عبر الهاتف بسعادة، لتضحك يوري على ردّة فعلها و تحدثت معها سريعاً قبل أن تودعها و تغلق هاتفها. فقد وصلت أخيراً لوجهتها.
الوجهة التي كانت تصبو إليها لـعشر سنوات كاملة.

أعلَن السائق عن وصولهم، لترتجف يديها و هي تحاول فتح الباب. كانت مرعوبة، و الكثير من الأسئلة تدور في رأسها.
و ليس لديها أي إجابة.

في النهاية، إستجمعت كُل شجاعتها و فتحت الباب. ليضربها هواء الشتاء البارد. قشعريرة سَرَت على طول عمودها الفقري و هي ترى ظهراً مألوفاً جداً.
شعرت بحرقة خلف عيناها و الهواء يعلق في بلعومها.
إرتجفت يديها و هي تراه يفتح باب الراكب الأمامي. لتخرج منه إمرأة لا تعرفها، لم ترَها يوماً على الأخبار معه أبداً. و هي تحمل بين ذراعيها طفل صغير، كانت تضحك معه و هي تناوله الطفل ليحمله، و قد فعل هذا بحذر و لكن بسلاسة و كأنه معتاد على هذا. كان لا يقل عمره عن عامين.

لم تكن تعلم، لم تكن تعلم، لم تكن تعلم أبداً!!
توقفَ في مسيره للحظة، و كأنه قد شعر بوجودها. و كأن الرياح و الحرارة تغيرَت عليه عندما أصبحت في نطاقه.
إلتفتَ للخلف، توسعت عيناه للحظة. ثم ملأ البرود و الكراهية عيناه. نظرَ لها و كأن الجليد و النار يتحاربان في داخله.
توسعت عيناها من ردّة فعله. لم تتوقع هذا أبداً.

لقد حبسَت الكلمات في داخلها. 'أنا أحبك. إشتقتُ لك. لقد كنتُ أتوقُ لرؤيتكَ. كنتُ أموت يوماً بعد يوم و أنا لا أستطيع الوصول لك. لقد صليتُ يوماً بعد يوم لأجل لُقياك. ركعتُ على رُكبتاي للإله ليجمعني بكَ مُجدداً حتى فقدتُ الشعور بهما. بكيتُ و أنا أتوسله ليساعدني بالعودة لكَ حتى جفّت الدموع.'
و لكن كُل شيء الآن قد تناثر كـقطع زجاج على الأرض.

شعرت المرأة التي بجانبه، و التي كرهتها بدون حتى أن تتعرف عليها، فقد سرقَت منها رجُلها، حب حياتها الوحيد، و أعطته حياة من صُلبه. ما لم تستطع هي فعله بسبب عائلتها، و إلتفتَت لتنظر لـيوري.

سألته المرأة سؤالاً، و الذي كان واضحاً بأنها تسأله عمّن تكون. و لكنه أعطاها إبتسامة لطيفة كانت تأخذها منه كُلما رآها، و هزّ رأسه، لتعلم بأنهُ يُخبر زوجته بأنه لا يعرفها.
و بالطبع سيفعل، من الذي سيُبدل زوجته التي أنجبَ منها طفلاً عن حبيبته السابقة التي هجرته و إختفت لـعشر سنوات بدون خبر، لتعود لباب منزله بلا حياء؟ من الذي سُيخبر إمرأة جميلة كـزوجته بأنه كان يواعد فتاة مــثــلــهــا!!؟

The one I love ✔️Where stories live. Discover now