Chapter « 18 »

9 3 0
                                    

ما زلتُ أتذكر ما حصل في ذلك الوقت، كما لو كان هذا بالأمس فقط، كنتُ مجرّد رسامة بسيطة، درّبت نفسي بنفسي على الرسم، تعلمت كل شيء لوحدي، فوالدي لم يسمح لي بدخول أي مدرسة رسم، كان يقول لي بأنها فقط تضييع للوقت
عندما بلغت الرابعة عشر من العمر شاركت بمسابقة رسم في مهرجان فنون، حضرَ الكثير من الناس، كنتُ حقاً سعيدة، فقد كانت وجوه الناس المُتفاجئة برسمي وإبتساماتهم الجميلة وهم يستمتعون بلوحاتي كان كفيلاً بجعلي أشعر وكأنني أسير على السَحاب

لمحتُ شابّاً آسوياً وسيماً واقفاً وهو ينظر للوحتي، لأبتسم وألتفت وأُكمل رسم اللوحة التي أعمل عليها أمام الناس
عندها سمعت صوته وهو يقول بالكورية: يا لها من موهبة فذّة!

حولت نظري لهُ بسرعة، بينما وجهي كان يحترق خجلاً، نظرَ لي وتوسعت عيناه، وقال: هل تفهمين الكورية؟
أومأت وقلت: جدتي ووالدتي كوريتان، هـ هل... كنتَ تقول الحقيقة؟

إبتسمَ ونظرَ للوحتي مُجدداً وقال: أنا أقول الحقيقة، لم أرَ يوماً مثل هذهِ الموهبة، هل أنتِ من رسمتيها؟

كنتُ مُحرجة جداً، أخجل عندما يمدحني شخص، بل وأكثر، يجعلني أتوتر وأقول كلاماً لا أفهمه وأضع نفسي في موقف محرج، لأقول بسرعة وأنا ألتفت وأُخفي وجهي بقبعتي الرياضية: كلا، لا أعرف من تركها هُنا

ليقول: حقاً؟ يااه عليّ إيجاد رسّام هذهِ اللوحة لأمتدحه
قهقهت بتوتر وقلت: سيكون صعباً وخصوصاً بين كُل هؤلاء الناس
ليجلس بجانبي ويقول: إذاً سأنتظر، بالتأكيد سيأتي رسامها لأخذها قريباً

نظرتُ له بصدمة ووجهي أحمر، ليقول لي: بالمناسبة هل أنتِ مريضة؟ وجهكِ أحمر جداً
لألتفت بعيداً عنه بسرعة وأقول: كلا ولكن الجو حارّ هنا، هل تريد أن تشرب بعض العصير؟

أومئ لي وهو يبتسم، لأعطيه علبة عصير يدوي الصنع، ليتفاجئ وهو يشربه ويقول: يا لهُ من عصير لذيذ، من أين إشتريته؟
لأقول له: أـ أنا من صنعته بنفسي
لينظرلي بإندهاش ويقول: إنهُ حقاً لذيذ! من ماذا صنعتيه؟
لأقول بإنزعاج مصطنع وأنا أحاول التملص: فـ فقط برتقال وعسل!
لقد كانت الحقيقة، ليهمهم ويقول: إنهُ حقاً لذيذ، شكراً لكِ!

بقينا صامتين، أنا أرسم وهو ينتظر بينما ينظر للناس، لأقول له بعد نصف ساعة بعدما علمت إنهُ لن يستسلم: تخلَ عن الأمر، لن يأتِ رسام هذهِ اللوحة بعد الآن، يبدو بأنها لم تعجبه لهذا تركها

تنهدَ وقال: لكنها حقاً لوحة رائعة، لا أظن بأن أي شخص لهُ ذوق بالرسم سيتخلى عن مثل هذهِ اللوحة الجميلة

نظرتُ نحوه، كان يبدو حزيناً قليلاً، لأقول له:هل حصل شيء ما معك؟
همهم، ثم تنهدَ وقال: آسف، فقط بالي مشغول كثيراً، لديّ الكثير من الأمور لأقلق عليها، وكذلك، هناك أمور كثيرة لا أعلم سبب حصولها لي بالذات

The one I love ✔️Donde viven las historias. Descúbrelo ahora