من أحصاها

16 2 0
                                    

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله تسعة وتسعون اسمًا من أحصاها دخل الجنة" اللهم اجعلنا من أهلها. كنت في صغري وكما أفهمني الكبار من مدرسين وغيرهم أعتقد أن ما قصده الرسول الكريم بكلمة أحصاها هو أن نعرف عددها ونحفظها جيدًا، ولكن الآن وفقط في هذه اللحظة عرفت المقصد الحقيقي لرسولنا الكريم بكلمة أحصاها. ما قصده حبيبنا هو أن نتدبر كل اسم من أسماء الله، نفهم معناه ومدلوله ونتيقن به وبقدرة الله المتمثلة في هذا الاسم، بأن نَصْدُق الإيمان بتلك الأسماء ونسأل الله بها حسب حاجتنا، أن نتوسل لله بأسمائه في كل دعاء ونحن على يقين بأنه سيستجيب لنا وأن صفاته تلك حقيقة لا يتصف بها أحد من البشر. على سبيل المثال؛ اسم الله "الرزاق" والذي معناه أنه وحده من يتكفل برزقنا، هو وحده القادر على ذلك ورزقنا بيده لا بيد البشر، لذا عندما نسأل الرزق يجب أن نسأله وحده ولا نشرك معه أسباب أو بشر، فلا نحزن على غلاء أو فوات رزق، ولا نسأل البشر أن يمدوننا بالرزق، بل نطلبه من الله وحده لا شريك له، فهو يرزقنا دون سبب أو طلب إن صدقنا التوكل عليه وتيقنَّا أنه لا رازق غيره فهو وحده بيده خزائن السموات والأرض، لم يحبس عنا رزقه بذنوبنا فلمَ نسأل غيره؟ وكذلك في كل أسمائه هكذا نُحصيها؛ بفهمها وتدبرها وتطبيق ذلك على قلوبنا وعقولنا قولًا وعملًا دون تشكك أو إشراك.
خاطرة بقلمي
  #هبةالله_عيسى

مكنون القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن