اسم الله الهادي

0 0 0
                                    

اسم الله الهادي
نقبع في متاهات لا نعلم كيف نخرج منها فقد أهلكتنا الحيرة، تاهت بنا الدروب وتصدعت القلوب وعجز العقل عن التفكير، عصرتنا الآلام ونبحث عمن يخرجنا من الظلمات إلى النور، عمن يأخذ بأيدينا إلى الطريق الصحيح، عمن ينتشلنا من غرقنا في الأحزان أو المعاصي، نتعشم في الخلق ولا نجد منهم معين، ألهذه الدرجة عميت القلوب والأبصار؟!
ألهذه الدرجة نتعلق بالخلق ونسينا الخالق؟!
إن لله اسم عظيم في معناه لو تمعنا فيه ألا وهو؛ اسم الله الهادي. أي نعمة أعظم من الهداية؟ لا يوجد. فمن يستطيع أن يهدينا دون طلب أو سبب؟ هو الله. الهداية إلى سبيل الرشاد هي أعظم المطالب وأكبر المكاسب؛ هي الهداية لسبيل الحق والصراط المستقيم فنسلم وجهنا لله بإيمان يقيني يُوقَرُ في القلب ويصدقه العمل، هي الهداية من الضلال لنخرج من ظلمات المعاصي لنور الطاعات ومن كدر البعد عن الله لبهجة القرب منه والتعلق به، هي الهداية لكل خير عجز العقل عن إدراكه وكاد القلب أن يوقعك في عكس طريقه فهداك الله بنوره لسبل الخير وصرف عنك شرها، هي الهداية من متاهات الهموم والأحزان وجبال التراكمات والاكتئاب لطريق واضح ميسر نحو السعادة وراحة البال والقلب والفكر، هي الهداية لكل بر والسلامة من كل شر، كل سبل الهداية تلك يهدينا الله وحده إليها دون تدخل بشري نعلق به قلوبنا على أمل زائف، الله وحده هو من يعرف متاهاتك وهو القادر على إرشادك لسبيل الخروج منها لتحطمها بنفسك حتى تمتلئ بالقوة والعزيمة لمجابهة أي متاهة قد تتعرض لك مجددًا. الله هو الهادي ينير الأبصار والبصائر لنعرف أن ما نريده ليس بخير وأن إرادته هي كل الخير؛ لذلك كان أكثر دعاء الأنبياء هو طلب الهداية فلولاها لتهنا، ولولاها لهلكنا، ولولاها لتمكن منا الشيطان ولما عرفنا الفرق بين النجدين، لولا هداية ربي لوقع الإنسان في أسر لا يخرج منه أبدًا ولكنه برحمة الله وهدايته ينجو فلا تكفوا عن سؤال ربكم الهداية.
أطروحة بقلمي عن اسم الله الهادي #هبةالله_عيسى

مكنون القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن