أتدري؟

0 0 0
                                    

أتدري أن أبواب الخير قد تؤدي إلى المعاصي وغضب الله!كيف هذا؟! تعال معي في جولة سريعة نعرف منها كيف.
إن أبواب الخير هي فخ ما إن نَلِجُهَا حتى نجد أنفسنا قد هلكنا، فقد يفتح الشيطان لنا 99 بابًا للخير يريد بها بابًا للسوء وسأذكر له عشرة أبواب منها فقد تكون أهم الأبواب ألا وهم:
1- باب التشديد المهلك: بأن يقنعك الشيطان أن التشدد هو أصل الدين فتشق على نفسك وأهلك وكل من حولك وتجد في النهاية أن كل ما فعلته ضاع هباءًا منثورًا فربنا رحيم وديننا دين الوسطية لا المغالاة ولا التفريط. 2- باب الرجاء القا.تل: فالرجاء 3 أنواع؛ رجاء الطائع في الثواب، رجاء المذنب التائب في العفو والمغفرة-وهما رجاءان محمودان-، ورجاء مذموم وهو رجاء العاصي أن يُغفَرَ له دون أن يتوب ويرجو رحمة ربه دون عمل وإنابة وإنما يظل قابعًا في ذنوبه لا يُريد أن يدعها فلو صدق رجائه لإمتزج بالخوف من الله وخشية عقابه والسعي لرضاه. 3- باب الدموع الخداعة: وهي التي تكون عند ذكر الله دون حضور القلب، فقد تبكي خوفًا من الله وإليه لا تعود، تبكي تأثرًا بالموعظة لكن بعدها لذنوبك تئوب وإلى ربك لا تنوب وفي ضلالك تغرق وإلى الصلاح لا تسعى وإلى الخشوع لا تفزع وإلى القنوط أنت أقرب. 4- باب اعتياد العبادة: فإذا ذهب خشوعك إعتدت العبادة فتتحول إلى عادة وتُصبح مجرد أداءًا كلاميًا وحركيًا فقط فالقلب نائم والذهن شارد وتظن أنك قد أديتها وإرتحت ولكنها في مهب الريح لا نفع منها فحضور القلب والذهن والإخلاص هم لُبَّ أي عبادة. 5- باب المقدمات: وياله من باب! هو مفتاح كل الذنوب، هو سهم إبليس الذي يجعلك تُطلقه فتَلِجَ به باب المعاصي وإن ولجته أدمنته وإن أدمنته صَعُبَ عليك العودة لطريق الحق فلتحذر تلك المقدمات وإذا قَرَبَتُكَ فإهرب منها سريعًا بالإستغفار وإفزع لربك بالتوبة. 6- باب اليأس: تطمع في خيرات الدنيا فتطلبها من ربك فيؤخرها أو يمنعها عنك لحكمة لا يعلمها غيره فتقنط وقد تخسر حياتك أو دينك إذا زاد القنوط واليأس لديك فإفزع إلى باب الرضا بالقضاء والقدر وباب الصبر والصلاة.
7-باب العبادات المفضولة: وهي أن تتقرب بالنوافل وتندمج وتترك بعض الفرائض يفوت وقتها فالوسطية مطلوبة وهناك عبادات أولى من أخرى. 8- باب الإلحاح وعدم اليأس: وهي الوسوسة التي لا يمل منها الشيطان فيظل يُلح عليك إلى أن تطيعه هو لا ييأس فلما تيأس أنت من رحمة ربك وتمل من عبادته! ألست أفضل عند الله من إبليس؟! 9- باب الرياء: وهو عدم إخلاص النية لله في الطاعات بل تقصد من فعلها الثناء من الخلق والرفعة بينهم وهذا يُحبط عملك. 10- باب الخوف من الرياء: وهو عكس الباب السابق فمخافتك أن تكون مُرائيًا تجعل همتك تثبط وقد تترك الطاعة بالكلية.
تلك الأبواب تصل بنا إلى حقيقة مهمة وهي أن الوقاية خير من العلاج فلنبتعد قدر الإمكان عن أبواب المعاصي ونَلج بدلًا منها أبواب الطاعات ونفر إلى الله بأنفسنا من أبواب الشيطان. ولكي نقي أنفسنا من ولوج تلك الأبواب فعلينا بحراسة الأبواب الستة ألا وهي:1- باب اللسان: فلنحفظه من الزلل ونحرص ألا ينطق بمكنون قلوبنا إن كان شرًا حتى لا نهلك فهو سبب من أسباب دخول النار. 2- باب السمع: فلا ننصت لوساوس الشيطان ولا نسمع ما يُغضب الله من أغاني وغيبة ونميمة وغيرها من الموبقات ولِنُرِح سمعنا بسماع القرآن وذكر الله والخير من القول ولنحذر فكل الجسد ينام إلا الأذنين. 3- باب القدمين: قد يقودانك إلى أماكن المعصية وهي كثيرة فلا تُطعهما وإجعلهما يقودانك إلى أماكن الطاعات كأن تعود مريضًا أو تزور صديقًا فتُعِينه على نوائب الدهر أو تخفف عنه أو تذكران الله أوتسير في جنازة أو تسير للدعوة لله، وقد تستعملهما في فوائد دنيوية لا تغضب الله كالرياضة مثلًا أو الذهاب لعملك. 4-باب اليدين: إذا تقربت إلى الله بصدقة، تبر أهلك بإطعامهما بيدك أو تساعدهما، تعمل وتكسب رزقًا حلالًا، أو تكتب ما يفيد غيرك وينفع دينك، تميط بهما أذى عن طريق الناس، تحنو على يتيم، ترفق بحيوان، تصافح المسلمين فتتآلف قلوبكم فكل ذلك يرضي ربك فلا تغضبه بأن تستعملهما في الرشوة، أكل وشرب المحرمات، الزنا والتحرش، كتابة ما يعين أعداء دينك عليه، أو أن تتزين النساء لغير زوجها أو تفعل ما حرم الله كالنمص والوصل وغيرها. 5- باب البصر: لا تطلقه في المحرمات فيفسدقلبك وهو أنواع كثيرة لا يتسع المجال لذكرها فعود نظرك على النظر لكل حلال ككتاب الله أو مكان سجودك في الصلاة أو التأمل في بديع صنع ربك. 6- باب الشم: فمنه الحرام كشم عطر النساء الذي يحرك الشهوة لدى الرجال وقد تؤدي للزنا لذلك حرم الله تعطرها لغير زوجها، ومنه المستحب كشم عطر الرجال، رائحة الورد، رائحة الطعام الحلال، ورائحة زوجتك.
إذا حرسنا تلك الأبواب الستة لن يجد الشيطان ثغرًا في قلبك يجعلك به تَلج أبواب المعاصي فإحفظ قلبك يا فتى وإتق الله.

بقلمي #هبةالله_عيسى
على ضوء فهمي لكتاب بأي قلب نلقاه الفصلين الثالث والرابع بأسلوبي ومن راسي وليس  نقلًا من الكتاب

مكنون القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن