واصطبر

5 0 0
                                    

أظنك تسأل نفسك: أنا أصلي منذ سنوات ومع ذلك لم يخشع قلبي ولم يتعلق بالصلاة فلماذا؟ سأجيبك أنا؛ لقد أمر الله عز وجل نبيه الكريم قائلًا" واؤمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقًا والعاقبة للتقوى"
هذا الأمر ليس للنبي فقط بل لنا جميعًا ولكنه وُجِّه للنبي حتى نتعلم منه نحن ونصطبر على صلاتنا ولا نتعجل النتيجة فبالمثابرة تُحَصِّل ما تريد لأن العجلة تُذهب الخشوع، كل أمر في بدايته صعب والقلب أحيانًا يستثقل الصلاة فيتكاسل عنها لذا وجب عليك المثابرة أي الاستمرار  في الصبر وعدم الكلل أو الملل فرسولنا الحبيب ضُرب به المثل الأعلى في المثابرة في كل مكان وزمان وعندما أراد الكاتب 'نابليون هيل' أن يتكلم عن المثابرة في الباب التاسع من كتابه 'فكر، تصبح غنيًا' ذكر مثالًا لشخص واحد فقط عن المثابرة ألا وهو نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد رأى الكاتب أن لا أحد في الدنيا حقق هذه الصفة وهو لا يملك سلطة أو نفوذ أو مال أو تعليم إلا سيد الخلق وهذا صحيح فقد علمه وأدبه ربه سبحانه وتعالى وكان صبورًا مثابرًا جَلِدًا عليه أفضل الصلاة والسلام. الصلاة مع المثابرة والصبر عليها تعمل على إقامة الإنسان كما يقيمها الإنسان فهي تربي نفسه وتُقَوِم اعوجاجه وتصلح ما أفسدته فيه الشهوات والذنوب والمعاصي وتقربه من ربه وتجعله إنسانًا خلوقًا سويًا فكما قال ربنا "واستعينوا بالصبر والصلاة" فمن هنا نفهم أن لكي نتغير وننجز أي عمل هام علينا بالاستعانة بالله ثم الصبر والصلاة والعمل بجد ومثابرة لننال ما نصبو إليه.
أطروحة بقلمي #هبةالله_عيسى

مكنون القلب Where stories live. Discover now