كم أن الإنسان ضعيف

0 0 0
                                    

قال أحد الأطباء: " كم أن الإنسان ضعيف! أنظر إلى حجم الإنسان مقارنة بحجم حصوة مثلًا بحجم حبة السمسم في كليته، كم هي صغيرة لا تُذكر بالنسبة لحجمه ولكن أنظر لعِظَمِ الألم الذي تسببه له فتجعله يتمزق وجعًا وتطرحه في الفراش! كم أن هذا المخلوق ضعيف!"
نعم ضعيف! يضعف أمام شهوة عابرة ولذة لحظية ولا يحاول مقاومتها فيعصي ربه الرحيم الذي منحه القوة والصحة. بدلًا من أن نشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وأولها الصحة، نعصيه ونغضبه ونسينا أنه علينا قادر، ولم نخشى أن يأخذنا بغتة ونحن في ملذاتنا وشهواتنا غارقون! زكاة النعم شكرها فأين نحن من هذه الزكاة؟ أبدلًا من أن نشكر الله على أجسادنا والنعم التي وهبنا إياها، بدلًا من أن نستخدمها في الخير، نستخدمها في الشر وكل ما يغضبه. كم أننا جاحدون لا نشكر فضل ربنا علينا، بل نجعله أهون الناظرين إلينا. كيف هان علينا ربنا أن نعصيه ولا نتقيه، أن نكفره ولا نشكره، أن نبتعد عنه ولا نهرول إليه، أن نتلذذ بمعصيته ولا نحاول تجربة التلذذ بطاعته. نسينا الهدف من وجودنا ألا وهو"ليعبدون" وتملكتنا الشهوات إلى الحد الذي خاطرنا بأنفسنا بأن نكون مُبعدون! ألا تستحق الجنة المخاطرة من أجلها؟ ألا تستحق الصبر على المعصية والمثابرة على الطاعة؟ ألا تستحق المجازفة بترك المعاصي والمنكرات؟ الأ تستحق أن نستزيد من الطاعات؟ ألا تستحق أن نشكر الله ونحمده على كل نعمه وهِباته؟ يكفي بكلمة "عباد الله" رادعًا لنا يردعنا عن التفكير مجرد التفكير في عصيانه، فلنتدبرها جيدًا، ولنتفكر هل نريد أن نكون من عباد الله المخلصين أم أن نكون من الأشقياء المبعدين؟
خاطرة بقلمي #هبةالله_عيسى

مكنون القلب Where stories live. Discover now