مكنون القلب

أنين القلوب

أنين القلوب لا يعلمه إلا ربها، يظل متخفيًا عن أعين البشر حتى إذا ما أقبلت لحظات تخلو فيها مع ربك فتجده يخرج بكل أريحية على هيئة دمعات تتساقط من العين لكنها قادمة من القلب ومن أعماق روحك المتعبة الغارقة في ظلامها وبؤسها، تجده وحده يسمعك، وحده فقط معك، تتخلى عنك الدنيا ولا يتخلى عنك هو مهما كنت ظالمًا لنفسك مخطئًا في حق ربك، تذهب إليه بضعفك يأتيك بقوته ليرمم تكسرات روحك، ليهون عليك أحزانك، يخففها أو ينهيها، يرسل لك رحماته وألطافه عن طريق سكينة يبثها في قلبك، أو حلم يبشرك فيمدك بالطاقة والأمل، أو حدث بسيط لطيف يسعدك، أو بالصبر الذي يملأ به قلبك ويجعلك مليء باليقين أن ما أنت فيه سيمر يومًا ما وما هو إلا ابتلاء ليطهرك ويعلمك ويربيك لتكون عبدًا ربانيًا كما تتمنى وليس عبدًا دنيويًا شهوانيًا تنسى ربك من أجل متع زائلة ولا تخشاه، وفي الوقت الذي ينبغي أن لا يتعلق قلبك بسواه وتظل تدعوه وتتقرب إليه بدلًا من ذلك تعصيه فيه وهو يراك ويمهلك ويعطيك بدل الفرصة مئات وآلاف لعلك وتتوب وتقلع عن الذنوب وإلى الحي القيوم تئوب وتوقن أنه ليس لك سواه فكن معه ولا تكن لسواه.
اللهم ارزقنا حبك والأنس بقربك والتعلق بك وحدك والرغبة فيما عندك وليس في الدنيا وأهلها، مالنا وللدنيا! مالنا وللدنيا! اللهم انزعها من قلوبنا.
خاطرة بقلمي وروحي
#هبةالله_عيسى