ألك حاجة؟

0 0 0
                                    

ألك حاجة؟ من منا ليس له حاجة بل حاجات لا حصر لها؟ ولكن ممن نطلبها؟ بعضنا إن لم يكن أغلبنا يطلبها من البشر فتجدنا عندما نحتاج مالًا نطلب من أصدقائنا أو زملائنا أو الأقارب أو الجيران ونسينا أن الله هو الرزاق. عندما نمرض نذهب للطبيب ونحن موقنون أنه من يستطيع شفائنا ونسينا أن الله هو الطبيب. عندما نحتاج أمرًا دنيويًا يحتاج واسطة نقف على أعتاب هذا وذاك ونتذلل لهم ونسينا أن الله هو العلي القدير، وهكذا في كل أمورنا الدنيوية بل والدينية نسأل البشر وننسى رب البشر المعطي المانع. البعض يعلل ذلك بأن الله أمرنا بالأخذ بالأسباب، نعم أمرنا بذلك ولكنتا فهمنا أمره بشكل خاطئ فأول الأسباب وأهمها هو الإستعانة بالله وحده، ثانيها النية الخالصة لله وحده، وثالثها التوكل عليه وحده فلا حول ولا قوة لنا إلا به، ثم في المرتبة الأخيرة نأخذ بالأسباب الدنيوية كطلب العلم مثلًا أو زيارة الطبيب ولكن يجب أن يكون ذلك بقلب موقن تمام اليقين أن الله وحده القادر على قضاء حاجتنا وتوفيقنا للأخذ بتلك الأسباب بفضله وكرمه فإن تحقق لنا ما أردنا فلنرجع الفضل لله وحده ولا نمدح البشر على مساعدتهم وننسى أن من مكنهم من ذلك هو الله وحده وأن هؤلاء هم مجرد أسباب يسرها لنا الخالق فعلينا حينها أن نشكره على فضله وكرمه ونحمده حمدًا كثيرًا. الأخذ بالأسباب عبادة ولكن لتكن كما ذكرت آنفًا. من الأسباب الهامة أيضًا الدعاء، فالدعاء يرد القدر فإن كان لك حاجة إسأل الله إياها مهما بدت لك مستحيلة فهو رب المستحيل لا يخيب من رجاه ولايُرد من دعاه فهو القريب المجيب يحب أن يسمع صوتنا ونحن ندعوه، يحب أن يرى أيدينا مرفوعة ترجوه، يحب أن يرى الإخلاص والخشوع يملأ قلوبنا ونحن ندعوه بيقين أنه سيستجيب وسيحقق كل ما نتمناه ويقضي لنا كل ما إحتجناه، ندعوه بقلب راضي لا يقنط إذا لم يُستجاب له فالله هو الحكيم ما يمنع عنك إلا شرًا فهو أعلم بنا وبنفوسنا وبما يصلح لها فخزائن خيره لا تنفد فَلِمَ نُحَجِرُ واسعًا وننظر للحياة بعين ضيقة لا تريد إلا القليل والله عنده الخير الكثير؟! إن حجب عنك شيئًا تحبه وتتمناه بشدة فليس لأنه لا يحبك ولا يريد أن يعطيك بل لأنه يعلم أن هذا الذي تراه خيرًا ورائه شر مستطير ولأنه يخبئ لك خيرًا لا حدود له سينسيك ما كنت تتمنى بل وسيجعلك وقتها تخر لله ساجدًا شاكرًا له أنه لم يستجب لك ما كنت تتمناه ومتعلقًا به سواء كان فتاة يتمناها قلبك أو عمل ترى أنه وظيفة الأحلام أو حتى الإنجاب. تذكر دائمًا أن في منعه عين العطاء وفي عطائه كل الخير فكن حامدًا لا قانطًا وتذكر أن كل محنة يعقبها منحة وفي كلٍ لكم خير.
بقلمي
#هبةالله_عيسى

مكنون القلب Where stories live. Discover now