كيف أشتاق للصلاة

1 0 0
                                    

"لا تجتهد لتصلي بل اجتهد لتتعرف على الله فتشتاق للصلاة" تسألني كيف أعرف الله؟ سأجيبك إذًا. إن مفتاح السر هو الصلاة نفسها فلتستشعرها معي. عندما تقف بين يدي مولاك في مصلاك تستقبل القبلة تريد أن تصلي صلاة خاشعة تامة تقيمها لا تؤديها فقط، لكي تصل لتلك المرحلة يجب أن تستشعر كل حركات الصلاة في قلبك وبعقلك لا تؤديها بشكل حركي فقط خالٍ من التدبر والحب. لكي تشتاق للصلاة يجب أن تعرف الله أولًا ولكي تعرفه يجب أن تستشعر كل ما ينطقه لسانك وتؤديه جوارحك، فعندما تنطق "الله أكبر" استشعر في قلبك أن الله أكبر من كل شيء، أكبر من كل أحد، أكبر من كل هم وحَزَن يعنري قلبك فيملأ حياتك كمدًا فأنت تتعبد لله الذي هو على كل شيء قدير فهو وحده القادر على نجاتك مما أنت فيه فادعه بقلب متيقن بالإجابة وبأنه أكبر من أحلامك. عندما تقرأ الفاتحة والسورة بعدها لا تقرأ قراءة سريعة دون تدبر بل استشعر كل حرف تقرأه استشعر أنها حوار بينك وبين ربك ولا تنس أن الفاتحة هي دعاء شامل لكل خير تريده في الدنيا والآخرة ولكل شر تتمنى أن يجنبك الله إياه فلا تتعجل الدعاء واتله بهدوء ويقين وخشوع. عند ركوعك استشعر أنك راكع بين يدي الله تعبده وتشكره وتتذلل له بركوعك فالركوع لله رفعة استشعر قولك "سبحان ربي العظيم" استشعر معناه فااله عظيم أعظم من كل ما تفكر به ويشغل قلبك عن خشوعك في صلاتك، وعندما تسجد لا تنس أنك الآن أقرب إلى ربك فادعه بكل ما تريده وكن طماعًا فأنت تسأل ملك الملوك من بيده خزائن السموات والأرض وخزائنه لا تنفد واستشعر قولك "سبحان ربي الأعلى" فالله في علاه يسمعك قريب منك مجيب لك وكل شيء عليه هين يقول له كن فيكون. وبين السجدتين جلسة الدعاء فيها مستجاب فادع الله بطمأنينة ورحابة صدر بالهداية والمغفرة والجبر. انتهيت من صلاتك وسلمت على ربك وملائكته لا تقم متعجلًا، اجلس في مصلاك باطمئنان واذكر ربك فما أجمل الذكر بعد الصلاة، لا تهرع لدنياك وتذكر أنك أقرب إلى ربك في تلك اللحظات فاغتنمها تسعد ولا تفوت فرصة الفلاح والنجاح بخشوعك في صلاتك من أجل دنيا زائلة.
أطروحة بقلمي
#هبةالله_عيسى

مكنون القلب Where stories live. Discover now