٤-《 سوء فهم》

670 101 78
                                    

قبل مغيب الشمس كانت أوليفيا تقرأ تعليقات المتابعين على الفصل الأول، والابتسامة لا تزل تزين وجهها، ترفع قدمًا فوق الأخرى وهي مستلقية على فراشها، فتجد آلاف المتابعين يطلبون منها نشر المزيد من الفصول، لتفكر بخاطرها كيف يمكنها أن تكمل العمل الذي بدأته، لذا تقرر أن تجلس على مكتبها مجددا، وأن تترك عملها الأول "بلا عنوان" كما هو، ثم تقرر أن تبدأ بيومياتها، فقررت أن ترسم وتكتب عن تجربتها في هذه الحياة بهذا المرض الذي لم تعرف حتى الآن أية أسباب له، فقط تعرف، أن اليوم الذي أدركت أصابتها به، كان أسوأ الأيام التي مرت بها.

بينما خلال هذا الوقت، كان توماس يجلس على مقعد بأحد المطاعم، أمامه يجلس شابًا، بنفس عمره كان شعره الأشقر كثيفًا وغزيرًا، طويل يلامس أول عنقه، كان يتركه على طبيعته كما هودون تصفيفًا واضحًا، يمتلك عيوناً واسعة خضراء وبشرة بيضاء يخالطها القليل من الحمرة وجبهته دون أي تغضن، وكانت ملامحه ودودة ومريحة لكل من يراه منذ الوهلة الأولى، كان يرتدي بنطالا واسعًا مريًحا من القطن لونه نفس درجة العاج النقي وقميص من القطن لونه سماويًا وبقدمه يرتدي حذاء رياضيا أبيض اللون، كان شعره يغطي وجهه؛ حيث إنه كان يجلس بلا مبالاة، وينظر إلى هاتفه ورأسه باتجاه الأسفل وتعلو وجهه ابتسامة عريضة، يقاطعها توماس قائلا بنبرة منزعجة:
- ألا تستمع إلى ما أخبرك به؟
- استمع إليك!
- لم لا تجيبني؟
-أجيبك على أي شيء؟
- أتجيب السؤال بسؤال؟!
لم يجبه فرمقه توماس قائلا:
- أيصدق أحد أنك ويل أشتون! رجل الأعمال المشهور!

ثم لمعت بخاطره فكرة قد تجعله ينتبه له، ليمسك بهاتفه ويوجه الكاميرا باتجاه، ويبدأ في تصوير فيديو ويقول بصوت مسموع للجالسين:
- ها أنا أتحدث إلى ويل أشتون، انظروا كم هو رث بالحقيقة وعشوائي... حتى الآن لم يترك هاتفه الذي لا يستعمله إلا بألعاب الفيديو والقصص المصورة.

-ينهض ويل سريعًا من مقعده، ويمسك بهاتف توماس، قائلاً:
- اصمت، ماذا تفعل!

لتنطلق ضحكة عفوية من توماس، ويقول بنبرة سخرية لاح معها شعوره بالانتصار، قائلًا:
- ها أنا نجحت في جذب انتباهك!

ليجيب ويل باستنكار قائلاً:
- أتريد أن تعرف إجابتي على الأمرين معًا؟
- بالتأكيد
- حسنًا، بخصوص الفتاة التي تشعر بأن هناك شيئاً خانقاً على قلبك، منذ مقابلتها، أخبرتني أنك لم تتعرف على الكاتب الأصلي، أليس كذلك!
- أجل، لم يمكنني لذا تيقنت بكذبهما، لكن هناك شيئاً داخلياً يجعلني أشعر بأني غير مرتاح، ولا أفهم السبب!

ليأخذ ويل الهاتف مجددا من يد توماس ويخبره:
- لقد تسرعت يا صديقي! أنا وأنت نعرف جيدا أنك تستطيع أن تقرأ ماضي الأشخاص أياً كان، إذ رأيت كتابته أو عند رؤيتك لصوره الفوتوغرافية والآن فكر مجددا، لقد قمت برؤية الكتابات والغريب إنك حتى لم تتساءل أنك لم تستطع رؤية الكاتب الأصلي!.

مِذياع توماس.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن