١٣ - 《تخطي》

444 79 106
                                    


وبعدما انتهى توماس من حلقته الإذاعية، كانت أوليفيا قد وقعت في حب كلماته وصوته المتزن والعميق وأخبرت خاطرها، ربما هذه المهنة تناسبه بشكل مثالي، فكانت تستمع إليه من وراء الزجاج الفاصل، واضعة سماعات خاصة، ولم تتشتت أذنها ولو للحظة، هي من تكره المذياع، كانت ولأول مرة شغوفة بسماع المزيد منه، وبينما تنظر إلى الهاتف، لتحادث إيميلي، كي تطمئن على حالها، وإن كانت قد وصلت إلى منزلها بأمان، وجدت رسالة من شارلوت، المديرة المتسلطة والتي جعلتها، تستشيط غضبًا منها، فكان محتوى الرسالة، كالآتي:
"أهلا، كرة الفراء الصفراء، هل تتوقعين أن أترككِ تنعمين بحياتك بعد أن دمرتِ حياتي؟ فلن أسقط وحدي، أستمع إلى الأخبار المنتشرة حاليا بكل أرجاء البلدة، وعن التكهنات والإشاعات، أخبريني كم سأجني ورائك وأنا أخبرهم عنكِ؟ مضحك، حتى بعد أن ذهب كل منا في طريقه، يبدو أني سأستمر بالاستفادة، منك!."

أغلقت الهاتف، وأردفت بنظرة اشمئزاز، فانطلق صوت ارتطام الهاتف، مما جعل توماس ينتبه لها.

دلفت إيميلي إلى غرفتها وهي تفكر في ويل، ذلك الشاب الذي يمتلك من الوسامة والعلم والمكانة الاجتماعية ما يكفيه، لما تشعر تجاهه بأنه يسرع بخطواته، تجاه شيء كالارتباط؟ هي ارتاحت في حديثها معه، فقط كصديق لا أكثر، عادتها تصادق الجميع إلا الوقحين وهو بعيد عن ذلك الأمر، الآن هي محتارة بين أمرين أولهم إن كان هو رجل لعوب، لذا يجب أن تضع النقط فوق الحروف، وإن كان يبغي الارتباط، فأيضا هي تعرف جيدا ما تريده، ويل بعيداً عن ما تخطط به لحياتها، ثم تنهدت وأخبرت نفسها، بأن تنتظر أوليفيا حتى تأخذ برأيها.

على الجانب الآخر، كان ويل يقود سيارته، ويعيد إلى مخيلته، الذي حدث ثم قام بمسح كفيه على رأسه، وأردف وهو يضغط على المقود ويقول:
- كان واضحًا، أنها ترفضني! مهلا، ماذا بي؟ أنا شاب ثري ووسيم ولدي طموحاتي... إذا ما مشكلتها.

ثم تابع وعيناه متسعتان من دهشته وعدم تقبله للأمر، قائلًا:
- مهلًا، كل ما عرضته هو الجلوس في مكان عام، نحتسي مشروب دافيْ؟! لم أطلب منها الكثير، ولكنها كانت واضحة أن تخبرني بأن أبتعد، وأن أترك مسافة بيينا، لا تتعدى الصداقة، حقًا أحببت وضوحها.

ثم ارتسمت ابتسامة على ثغره، وما لبث إلا ثوان، حتى انطلقت ضحكة منه، حيث قال:
- حسنًا، كان سيكون الأمر غير مسلٍ، إن كانت راضية بأول الأمر، لنرى ماذا الذي يدور بدماغ هذه الفاتنة!.

بالاستديو الخاص بالمذياع، كان توماس يلملم حاجياته، بينما كان فريق العمل، يحاول أن يتجاذب أطراف الحديث مع أوليفيا، ولكنها لا تزال تشعر برهبة الناس حولها وخاصة إن زاد العدد عن خمسة أفراد، فكانت ترد عليهم بابتسامة باهتة، ومما زاد تشتتها، رسالة شارلوت، فتحول مزاجها للأسوء، لاحظ توماس انزعاج أوليفيا قليلا، لذا بادر أن يخترق صفوف الفريق المتجمعة حولها، ثم وقف بجانبها وصفق قائلا: 
- هيا، خمس دقائق فقط، أخبركم أني شاكر لكم ولمجهوداتكم وممتن لكل عضو شارك بحلقة اليوم.

مِذياع توماس.✓Where stories live. Discover now