٢٩-《الخاتمة》

364 57 75
                                    

الجميع كان بالمشفى، توماس داخل غرفته، أوليفيا التي تحتاج هي الأخرى رعاية من نوع آخر، ويل الذي يتألم لصديقه  وإيميلي التي كل ما يهمها بهذه اللحظة، صديقتها المسكينة بينما شارلوت وكيفن لازالوا خارج البلاد .

بعد مرور ثلاثة أيام  ، أخبر الأطباء أن توماس استفاق من حالته  ولكنهم يحتاجوا لإنهاء فحوصات المخ ، كما أخبرهم الطبيب باحتمالية فقدانه لذاكرته، جزئيًا  .

بمجرد أن سمعت أوليفيا إنه مستيقظ ، هرعت إليه  بخطوات لاهثة وخائفة وأعين دامية والتي لم تتوقف عن البكاء، فتحت الباب دون أن تطرقه وادنفعت للداخل، لتراه شاحبًا على الفراش ، اقتربت نحوه وسألته بصوت مشتاق:
- توماس ... كيف ح...

قاطع حديثها، نظرته لها التي بدت قاسية بل بدا على وجهه صدمة كبيرة ، هو لا يعرف من التي تقف أمامه ولا يفهم سبب بكاءها لأجله، ثم تابعت بصوت مبحوح، محشرج من البكاء:
- ألا تتذكرني يا توماس؟

هز رأسه نافيًا ثم نادى على الممرضة يسألها عن ويل الذي كان يقف بالخارج يراقب ما يحدث من بعيد ولكنه لم يدلف للداخل حتى يعطي الوقت لهما، ملامحه القاسية تجاها جعلت قلبها يعتصر ألمًا ولكنها كانت سعيدة أنه في الأقل بخير ، تقدمت لخطوات حتى أصبحت أمامه تمامًا وقالت:
- أشكر الرب أنك بخير 

ثم انسابت من عيونها الدموع، تألم قلبه لها على الرغم من عدم تعرفه إليها ، لكن بدا أن  جسده يعرفها جيدًا، فلانت ملامح وجهه وغابت القسوة،  تأثرًا ببكاءها وأخبرها بنبرة هادئة، كانت اشتاقت لها كثيرًا:
-  أرجوكِ ... آنسة ...

ثم ابتسم ابتسامة خافتة وقال: 
- أعتذر أحاول أن أتذكر أين رأيتك  ولكني أخشى أنني لا أتذكر ... 

حاولت أن تكفكف دموعها ثم عزمت أمرها ألا تخبره عنها، يكفي ما حدث له  وربما هذه فرصة وعذر جيد لها لتختفى عنه، فقالت وهي تحاول أن تجمع شتات نفسها:
- أنا فقط ، معجبة لك يا سيد توماس... لا داعي لتذكري... فقط أتمنى أن تعود سريعًا لبرنامجك.

كانت قدم تؤخر وقدم أخرى تقدم، تفكر هل ما فعلته هو التصرف الصحيح لحالتهما؟ هل ستكون بخير بعدما أخرجها من قلعتها الثلجية ثم تركها للعراء تلاطم الرياح الشديدة والبرودة المميتة؟  ولكن ما أكد لها أن ما تفعله هو الأمر الصحيح، إنها تحمل الذنب كله، ذنب أبيها والذي يجب أن يأخذ عقابه، هذا الرجل الذي يظهر بكل مرة،  تشعر أن حياتها تتحسن إلى الأفضل وكأنه أقسم بتعاستها، مرورا بوالدتها، السيدة ليلي إلى توماس.

غادرت الغرفة ولكن قلبها لازال معه هو، وهو أيضًا على الرغم من عدم تذكره  لها إلا أنه يشعر بأن هناك جزء منه متصل بها، لا يعرفه.

بعد شهر من الأحداث المؤلمة، عاد توماس إلى منزله ولكنه كان يشعر بفراغ في قلبه، كان يشعر بالتيه والشرود، ولم يكن يفهم ما الذي أصابه، كل ما كان يعلمه،  أن سبب دخوله المشفى كان الاصطدام بسيارة على الطريق، لذا أدرك أن كل ما يشعر به ربما يكون أمرًا عضويًا ولا يتعلق بأي شيء آخر.

مِذياع توماس.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن