١٨- 《أصدقاء ولكن...》

400 63 104
                                    

وصل ويل إلى المقعد الخشبي الذي تجلس عليه، ثم جلس على الأرض الخضراء يثني ركبته، ينظر تجاه إيميلي حتى يستمع إلى ما حدث بالتفصيل منها، عيناه مركزة على انفعالاتها بالحديث، كان يطلق انفعالاته معها، إن كانت تبكي فيظهر تأثره وإن كانت غاضبة، ينفعل مثلها تمامًا، كان حديثهم سلسًا، على الرغم من أنه كان يحوي الكثير من الألم.

لم ينتبهوا إلى الثلاثة الواقفين يراقبونهم عن بعد، كيفن والذي أدرك مؤخرًا أنه قد تقهقر من الحلبة في الجولة الأولى، دون حتى إعلان بدايتها! وصديقته أوليفيا التي تفهمت هذا الأمر منذ آخر مرة عرفت فيها أن كيفن يحب إيميلي، هي تعرف جيدًا أن صديقتها، تراه أخ جيدًا لها لا أكثر من ذلك فهي متيقنة أن كانت إيميلي معجبة به، ولو بشيء قليل كانت ستعطي فرصة لتخطي علاقة الصداقة؛ ولهذا كانت أوليفيا تتمنى داخلها ألا يكشف هذا الأمر، ربما تتأثر علاقة ثلاثتهم ولن تعود، لذا بهذه اللحظة على قدر قلقها على كيفن، إلا أنها تمنت داخلها أن يدرك ألا يعترف بحبه الآن.

وبعد إنهائها لآخر كلمة، رفعت رأسها لتلمح أخيرًا وجود ثلاثتهم، ثم كففت الدموع على وجهها، واعتدلت لتسير باتجاه أوليفيا، قائلة:
- أوليفيا... أين أنتِ؟ لقد اشتقت إليك.

ثم ارتمت في حضن أوليفيا، ونظرت تجاه كيفن؛ ومن ثم أخذت تقص على أصدقائها ما حدث، بينما اعتدل ويل بجلسته ليجلس على المنضدة الخشبية ويمد ساقيه، جلس بجانبه توماس وقال:
- ما سبب الانزعاج الذي اعتلى وجهك؟

أخذ يقلب ويل المصاصة في فمه وقال بانزعاج:
- انظر وهي تجري وراء أوليفيا، وتخبرها بأني اشتقت إليك، لا أعرف لوهلة شعرت بالخيانة! ومن ثم راحت تحكي لأصدقائها! آآخ فقط شعرت أني كنت على وضع الاستبدال... تفهم مقصدي أليس كذلك؟

أنطلقت ضحكة من توماس وأردف:
- حالتك حقًا متأخرة! هل تغار من صديقتها؟ أتفهم غيرتك من كيفن، ولكن لما أوليفيا؟

يقوم ويل برفع شعره الأشقر الأمامي إلى الوراء، وأخرج المصاصة من فمه، وأمسكها بإحدى يديه، وجلس مقابلًا لتوماس، وقال بنبرة جادة:
- أرجوك تفهم ما أشعر به، للحظة شعرت بإحساس بالغ السعادة، شعرت أني تقدمت خطوة منها، أنها ارتاحت في الحديث معي وخاصة بهذا الأمر الشخصي، فقط شعرت أني مميز، ولكن بمجرد لرؤيتها لأصدقائها، هرولت إليهم دون كلمة!.

ارتسمت ابتسامة على ثغر توماس وقال:
- ألم يكن هذا شيئاً أحببته في إيميلي؟ أنها لا تخزن شعورها أياً كان... حزن، غضب أو سعادة، هي حقًا مباشرة في أفعالها!.

فنظر له ويل، قائلًا بجدية:
- أجل هذا حقيقياً ولكني فجأة شعرت بأن دلواً ممتلئاً بالمياه المثلجة، قد تم سكبه على رأسي!.

انطلقت ضحكة من توماس وأردف:
- هذا خطأ يا ويل... أنت مخطئ ولهذا أخبرك أنك معجب بها، ولم تصل إلى أعتاب مرحلة الحب حتى!.

مِذياع توماس.✓Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz