٢٦- 《وعد أم وداع؟》

199 40 71
                                    

في المساء، ولا سيما أمام واجهة المطعم الذي حجزه توماس، وصلت السيدات الثلاثة مرتديات أزياء متطابقة في الألوان دون تنسيق مسبق.

فحينما وصلت إليهم شارلوت لتقلهم بسيارتها، الثلاثة ضحكن عندما سقطت عيناهم على تطابق ألوان ملابسهم، فالألوان كانت متطابقة، لكن الأزياء كانت مختلفة تماماً لتناسب طبيعة كل إحداهن.

أوليفيا لم تتخل عن بنطالها الواسع والطويل من القطن الأسود وحذائها الرياضي المريح، وارتدت فوقه سترة واسعة باللون الأخضر. شعرها لم يكن قصيراً، بل كان أطول بما يكفي لتستطيع لفه دائري لأعلى، مما أبرز جمال عينيها.

أما إيميلي، فكانت ترتدي بنطالًا واسعًا أسود من القماش الذي لا يلتصق بالجلد، ويحتوي على العديد من الجيوب المنتفخة وحذاء رياضي مريح، وفوقه سترة جلدية قصيرة سوداء، وتحتها كنزة خضراء ذات ياقة عالية تصل إلى أعلى الذقن، وتترك شعرها حرًا. بينما كانت شارلوت ترتدي فستانًا يصل طوله إلى قليل قبل الكعب بنحو عشرة سنتيمترات، لونه أخضر به زخارف سوداء، وتحمل في يديها معطفًا أسود، وكانت ترتدي حذاءً ذا كعب عالٍ ورفيع، وشعرها مصفف بصبغة شعر كستنائية تجمع أول شعرها للوراء، وتترك باقي شعرها حرًا.

كان شكلها مبهرًا حتى بمجرد ما رأتها إيميلي وأوليفيا، أثنتا على جمالها اللافت على الرغم من أن شارلوت تتمتع بجمال صارخ، ولكنها شعرت بفرحة بالغة ليس لإطرائهم بل لأنها ولأول مرة تشعر أنها نقية، فتقبلت الحديث دون أي نوايا خبيثة، فهي تعلم جيدًا أن من يتحدث إليها نقي، لذا كان إطراءً أحبته كثيرًا لصدق أحاسيسهم، نحوها.

بعد خمس دقائق، وصل كيفن بسيارته، يرتدي بنطالًا أسود وكنزة خضراء، انتبهت السيدات إلى وجوده،عندما ترجل من سيارته، ورفع رأسه، نظر مطولًا إلى شارلوت. كانت صديقاته يتهامسن بينهن لأنه نسيهن تمامًا. ثم صافح شارلوت وقال:
- تصفيفة شعر رائعة.

شعرت شارلوت أن قلبها يقفز مجددًا، ليس لأنها جميلة، ولكن لأن هذا شيء جديد على كيفن، فهو لم يكن يعلق أبدًا على أي شيء يخصها غير مواعيد المشفى والأدوية الطبية.

بعدما تخطاها، استقبلته الصديقتان بابتسامة ونظرة تعني "ها، لقد أمسكنا بك"، فارتسمت على شفتيه ابتسامة حاول أن يخفيها ليبدو جاد ثم قالت إيميلي بصوت عالٍ:
- إذا استمررنا على هذا المنوال، سنكون فريقًا... ما بال ألواننا جميعها الأسود والأخضر.

انطلقت ضحكة بينهم جميعًا خلال ذلك ، حضر توماس، الذي كان أيضًا يرتدي بنطالًا رياضيًا أسود وفوقه سترة خضراء رياضية بسحاب وجيوب كثيرة. فأول ما وقعت عينيه عليهم لم يتمالك نفسه من الضحك.

وما هي إلا دقيقتان حضر خلالهما ويل، الذي يرتدي دومًا الأسود، سترة واسعة سوداء وبنطالًا أسود واسعًا جدًا بجيوب كثيرة وحذاءً رياضيًا برقبة عالية أسود وعلى رأسه يرتدي قبعة صوفية خضراء.

مِذياع توماس.✓Where stories live. Discover now