٧_《ضيف وسؤال》

521 98 41
                                    


كانت اللحظة مثالية للصحفيين بشكل لا يصدق، وكافية لتأكيد التحليل الذي كان مجرد إشاعة قبل الآن، إيميلي وصديقتها أوليفيا وتوماس الذي يتمسك بباقة زهور وطعام جاهز بالصباح! أي مصيدة له قد تكون مثالية أكثر من ذلك!، ليبدأ الصحفيون عملهم وبالفعل استغلوا اللحظة، وبدأ الصحفيون بتصويرهم، وتهافتهم لتقديم المصدح أمام ثلاثتهم، يطالبوهم بالكثير من التفسيرات، وفلاشات الكاميرات تتابع على أعين ثلاثتهم وهم بذاك الوضع اللحظي.

كان عقل توماس منشغلاً بالورطة التي أقحم نفسه بها، كان يكفي له أن يتأسف عن طريق الهاتف وينتهي الأمر، لكن ما الذي فعله، هو هنا، أمام منزلها ويا لحماقته!، باقة زهور يمسكها بيده!.

فلم ينبس ببن شفة، ولكن إيميلي اتخذت هي زمام الأمور، وأخرجت المراسلين وسط نظرات دهشة من اتجاه أوليفيا، فكانت نظراتها لا تبشر بخير، خاصة أنه كان يدلف بعض الخطوات أمامها، لكي يفسح مجالا للصحفيين أن يركبوا المصعد.

بينما كانت إيميلي تدفع آخر مراسل إلى المصعد، تحركت أوليفيا تجاه توماس، وضمت ذراعيها أمام صدرها، وأنزلت قلنسوتها وخلعت نظارتها، ونظرت تجاهه وهي ترفع حاجبيها، قائلة:
- ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ما هو الأمر الجلل لكي تأتي بنفسك إلى هنا؟!.

حدق بها وبملامحها، وقد أيقن أنها تشبه الشخص ذاته، الذي يراه بكوابيسه، بل أيضًا هي الشخص الوحيد الذي لم يتمكن من معرفة ماضيه من صوره الفوتوغرافية! وما هي إلا ثوان، حتى تعرف إلى إجابة سؤالها، بالطبع كان يمكنه أن ينهي سوء الفهم، دون أن يأتي إلى هنا، كان يمكن أن يرسل إليها رسالة اعتذار مع باقة ا الزهور، لطالما كان توماس يمتلك ذوقًا رفيعًا، فهو يتمتع بسلوك طيب ومهذب، ولكن بحقيقة الأمر، إنه أراد داخله أن يراها، فمنذ أول مقابلة، وهو أدرك شيئا واحدا، هناك شيء يجذبه بها، ويخيفه بالوقت ذاته، لقد تعود على أن يقرأ الشخص ككتاب مفتوح، ولكن كتابها كان مغلقًا بإحكام، فالإجابة بإيجاز إنها كانت تثير فضوله، لذا هو هنا!.

ثوان كان هو صامتا، بينما أوليفيا تنظر له شزرا، فتأففت قائلة:
- يا سيد توماس، ما سبب مجيئك! فأنا لدي كثير من الأمور يجب على القيام بها، وأعتقد أنك كذلك، أيضًا!.

ركضت إيميلي تجاههم، حتى لا يستبقوا الأمر، فأوليفيا لا تعلم بما فعلته البارحة، لذا عندما وقفت أمامهم تماما، أخبرتهم بأن يتحدثوا بالمنزل، لم يعجبها أوليفيا الأمر، وأردفت قائلة بجدية:
- ولم؟ يبدوا أن السيد توماس جاء ليخبرنا بشيء فقط. 

ثم أدركت أنه يجلب معه باقة زهور، فانطلقت منها ضحكة خافتة، سخرية منه وهذا ما أزعج توماس، فقال بنبرة لاح بها بعض من الإحراج عندما وقعت عيناها على باقة الزهور:
- لا تنظري إلى باستخفاف فأنا رجل يتمتع بسلوك مهذب وراق، ليس إلا!.

مِذياع توماس.✓Where stories live. Discover now