٢٧ - 《عاصفة الألم》

158 39 13
                                    

مر يومان على سفر كيفن مع شارلوت، واتفقا على أن تكون العملية الجراحية بعد خمسة عشر يومًا، أما أوليفيا، فكان القلق ينهش فيها حتى ظهر على وجهها الذي أصبح شاحبًا مما جعل  إيميلي تلاحظ أن هناك خطبًا ما بصديقتها، فكانت شاردة تلف خاتم زواجها في حركة دائرية ثم تنساب الدموع دون إرادة منها.

كان اليومان كافيين بالنسبة لها حتى قررت أنه لا مفر من المواجهة، يجب أن تقطع الشك باليقين ولكن قلبها يحذرها من خطوة كتلك، كفيلة بأن تهد على رأسها كل أحلامها مع فارسها الشجاع.

ثوان متواصلة من النغمات صادرة من هاتفها وهي شاردة، جعلت إيميلي تركض للطاولة وتجيب على الهاتف، فكان توماس هو المتصل بهدف أن يقلها إلى المحطة الإعلامية لكي يتم بث الحلقة المنشودة.

بعد بضع دقائق، وصلت إلى مدخل المبنى، وكان توماس يقف أمامها بباقة ورد وبيده علبة زرقاء. كانت ابتسامته مشرقة، وعيناه تطيل النظر بها، فانسابت دمعة مما جعله يسرع في فتح باب السيارة تجاهها، ثم سألها بقلق:
- لماذا تبكي يا أوليفيا، هل هناك شيء ؟ 

تنهد ورفع نظرته بكلا أصبعيه، قائلا: 
- حسنًا يمكننا عدم التحرك وليحدث ما يحدث .

كلماته المطمئنة لها، زادت من ألمها، كيف يمكنها أن تتخلى عن هذا الرجل إن كان شكها صحيحا ، ماذا ستفعل بكل الحب الذي ملأ قلبها تجاهه  ،فحاولت أن تجمع حروفها وقالت :
- لا تفعل ذلك يا توماس، أنا فقط سعيدة ...

كلماتها جعلت البسمة تعلو ثغره تلقائيًا وقال بطريقة حنونة:
- هيا، لقد فررتِ المرة الفائتة بخاتمك فقط ، دون أن تعطيني خاتمي أنا الآخر.

ثم زم شفتيه وأعطى لها العلبة، وأرتسمت ابتسامة على وجهها وبصوت مرتعش قالت : 
- هل يمكننا أن نفعل ذلك عند عودتنا فأنا أريد أن أنخرط معك في حديث مطولا.

كان توماس صامتا لم يتفوه بحرف، يتفرس في ملامح أوليفيا ليتحرى شعورها الحقيقي ثم قالت لتقاطع إرباكه لها، قائلة: 
- أقصد أن ذلك شيئًا مميزا، لذا سأخذ العلبة معي وكما قررت أن تهديني الخاتم، أترك لي الوقت المناسب لأهديك خاتمك ... أيضًا.

قم مجددا حاولت أن ترتسم الهدوء وعلى الرغم من أن توماس أرتاح قليلا عندما أخذت أوليفيا الخاتم، إلا أن داخله يخبره بأنه هناك خطب ما.

نصف ساعة كانا قد وصلا إلى المحطة المنشودة، أعتدل كل منهم في جلسته ثم بدأت مقدمة الخلقة بالترحيب ثم قالت:
- سنبدأ الفقرة الأولى والتي تتكون من أسئلة نسألها للطرفين وإذ كانت مجموع نقاطكم 3 أو أكثر من 5  حينئذ ستكونوا قد كسبتم الجولة وكما يعرف المستمعون إذا فاز فريقكم، سيتقوم القناة الراعية بالتبرع بما يعادل بأجر الحلقة إلى الدار الخيرية.

فظهر على توماس التحمس بينما أوليفيا تحسب كل دقيقة حتى تنتهي من تلك المقابلة وترمي القنبلة الموقوتة بوجه توماس حتى تعرف الطريق المفترض أن تسلكه.

مِذياع توماس.✓Where stories live. Discover now