١٩- 《الانتقام، العفو وما بينهما》 - جزء أول.

461 60 97
                                    

وصل كلا من أوليفيا وكيفن إلى المشفى، وقام المسعفون بعمل اللازم من أجل شارلوت، التي لا تزال فاقدة للوعي، وبعد مرور بعض من الوقت، لم تستطع أوليفيا تحمل عدم معرفة حالة شارلوت الحالية، بسبب انشغال الأطباء، فقررت أن تبحث بنفسها عن طبيب يخبرها.

وبينما تسير بالطرقات، وجدت توماس أمامها يضع يديه على رأسه، وبدا على وجهه الانزعاج، ويقف بجانب  طبيب، فساورها القلق فهرولت باتجاهه تسأله عن حاله، وفور ما لمحها، قام بتقدم خطواته حتى يواري بجسده ما وراؤه، فسألته أوليفيا عن حالة بنبرة قلقة:
- هل هناك شيء؟ هل أنت بخير؟

فحاول أن يتقدم بضع خطوات إلا أن سمعها، الرجل الراقد بالفراش، وراؤه فأردف بنبرة متعبة:
- أوليفيا.

تسمرت قدمها بموضعها، لم تبرح مكانها، فقط عيونها تدمع وفمها يرتعش وضربات قلبها يكاد يسمعها توماس، لقد تأكد والآن أن أوليفيا تكون ابنة هذا الرجل.

لقد تألم توماس أكثر لهذه الحقيقة، فعلم جزء ما قد عانته صاحبة العيون المظلمة، في عمر الزهور ولهذا الأمر كانت أوليفيا تبكي بحلقة ناتالي، فمصيرها كان يشبهها تمامًا، ولكن كانت أوليفيا محظوظة بوالدتها فقط.

كان معرفته بأوليفيا درامية من بدايتها وحتى هذا الوقت، حيث ما حدث أن المشفى قامت بالاتصال به لحضوره، قائلين إنهم لم يستدلوا على أي أوصياء للرجل المرتمي بأحد الشوارع الجانبية، عندما فحصوه، لم يجدوا سوى بطاقته الشخصية وبطاقة عمل توماس وبعض النقود، تحدثوا إليه على أمل أن يصلوا لأي من الأوصياء، وبسبب حس توماس الأخلاقي هرول إليهم لكي يقدم أية مساعدة محتملة، وعندما وصل هناك كان قد وجد الأوراق جاهزة لإمضائه ومرفقة ببطاقة الرجل الشخصية، تساءل توماس عن سبب وصول بطاقة العمل الخاصة به إلى هذا الرجل، فتوقع أنها سقطت منه في السيارة، وهو يحاول إدخال الرجل حتى يعتدل بجلسته في المقعد، وربما السائق وضعها في سترة المسن عندما أخرجه من السيارة.

بمجرد أن أمسك بالبطاقة، رأى ومضات سريعة لماضي هذا الرجل، والذي كان أسود كما توقع، رأى زجاجات خمر وفتاة وامرأة وكدمات بأجسامهم، صراخ وبكاء ثم رأى هذا الرجل مسجوناً، فكانت هذه المرة هي الأطول بحياته، والتي يرى فيها ومضات الماضي لذا بدا أنه أرهق دماغه، حتى إنه داهمه صداع كان الأكثر فتكًا أدى إلى فقدانه لوعيه، وقبل أن يغشى عليه، آخر شيء رآه كان الرجل يقود سيارته مخمورًا، وبدا أنه صدم أحدهم بالسيارة.

أسعفته الطوارئ في الحال، إذا كان ما زال يجلس بالغرفة نفسها، وبمجرد أن تم إفاقته كان المسن هو الآخر يجلس بجانبه، وسأله عن أوليفيا. لم يفهم توماس بأول الأمر، فأخبره الرجل بنبرة مرهقة:
- أوليفيا... تلك ال... كرة الفراء الصفراء... إنها تكون ابنتي العاقة.

صدم توماس عندما سمع الرجل يتفوه باسم أوليفيا، ولكن اللقب أيضًا يتشابه، لقد تأذى للحظات، ثم أخبره بأنه لا يعرف شيئاً عن ما يقوله فأجاب أبوها بنبرة مستفزة، قائلاً:
- على الرغم من أني لا أعرف هيئتها الحالية؛ ولكني شعرت أنها هي، ولكن ما لفت انتباهي هو السائق الذي سألني ما علاقتي بك... المذيع الأشهر.

مِذياع توماس.✓Where stories live. Discover now