٢٥- 《إحتفالات لبداية النهاية》

208 44 62
                                    

مر شهرين على رحيل العم أندرسون، استعادت إيميلي حياتها الطبيعية تدريجيًا خلال تلك الأيام التي كانت تسير بهدوء على نحو يختلف تمامًا عن أيام ويل، حيث لم يكن للهدوء مكان فيها.

كان يومه مليئًا بالمعارك المتواصلة مع أقاربه وحلف المديرين، في سعيه لترسيخ موقعه كرئيس لمجلس الإدارة ولكي يعترف الجميع بمسؤوليته تجاه المؤسسة ومع ذلك، كان هناك وقت واحد فقط كان يشعر فيه بالسكينة، وهو عندما كان يتحدث إلى إيميلي.

أما أوليفيا، فقد كانت تحقق الإنجازات التي طالما حلمت بها، فاقتربت من إنهاء قصتها المصورة (بلا عنوان) ، وستنهي التدريب وتنشر أول عمل لها ككاتبة روائية ولكن، كان هناك شيء واحد يزعجها وهو أنها لن تتمكن من رؤية توماس كما الآن.

بالنسبة لتوماس، كان متيقنًا  أن الوقت الذي ستتركه فيه أوليفيا سيكون الأكثر صعوبة وظلمة بالنسبة له، فعلى الرغم من أن أوليفيا مدت فترة تدريبها، إلا أنه كلما فكر في أنه لن يراها مرة أخرى من وراء العازل الزجاجي في غرفة البث، كان يشعر بالضيق ولم يتحمل فكرة ابتعادها عنه  وقرر أن يتقدم لأوليفيا بغرض  الزواج، حتى لا يضيع أي وقت بدون رؤيتها.

كان الأربعة سيجتمعون هذه الليلة لتوديع شارلوت، التي تستعد للسفر لإكمال علاجها خارج البلاد. بعد أن أتممت كل ما قررته، لقد أعادت شارلوت حقوق الإبداع إلى أوليفيا وعلى الرغم من أنها لم تتمكن من إصلاح جميع خطاياها، فقد أخبرها كيفن أن كل عمل لم تستطع إصلاحه، تقوم بعمل جيد مقابله، حتى تمحي القائمة بأكملها.
لذا، كان اليوم بالنسبة لها ليس فقط حفلة وداع، بل أيضاً احتفالاً بذاتها الجديدة، بقلب أكثر نقاء.

بمحطة البث الإذاعية عند إنهاء حلقة البرنامج،  وقف كيفن مع فريق العمل ، يتحدث قائلًا:
- حسنًا، علينا أن نقوم بحفلة وداع تليق بأوليفيا ، فتعلمون جيدًا أن بالجمعة القادمة ستكون خارج هذا الفريق. 

همهمات وهمسات الفريق تتعالى فالكثير من  الآنسات حولها يعانقوها ويخبروها أنهم سيفتقدونها، كان الجميع صاخبًا إلا توماس كان متجهمًا شاردًا ، يصارع ، جزء منه يريدها أن تستمر في المجيء وآخر يرى أن مستقبلها المهني أهم ولكن ما لفت نظره حقًا هو مظهر أوليفيا الآن، فقد كان يقارن بين حالتها باليوم الأول وحاليًا.

تذكر كيف كانت متحفزة ومترددة، تخشى الجموع، والآن، تبتسم وتتحدث بثقة ودون عوائق، فاعتلى وجهه ابتسامة فخر لتلك القطة البرية كما كان يناديها ثم نظر إلى عينيها السوداء اللامعة، شعر أن قلبه تم سحقه بجدارة ثم تاه كليا عندما رأى ابتسامتها وما أفسد المظهر الذي يراه كان كيفن، الذي وقف أمامها بينه وبين أوليفيا وأشار إليه بمقصد أنه يلاحظه وأن يأتي لكي يلتقطوا صورة جماعية.

 لم يتحرك توماس  ربما جسده ينسجم مع عقله في عدم  تقبل فكرة مغادرتها الفريق وأن اليوم الأخير لها ولكن  ما جعله ينتفض من مقعده عندما رأي كيفن،  يعدل من وضعية أفراد الفريق في استعداد منه لالتقاط الصورة الفوتوغرافية كذكرى لهم، فبمجرد أن لمح كيفن يقف في المنتصف بين أوليفيا  وزميل آخر، حشر توماس  نفسه بينهم، فابتسم كيفن قائلاً:
- يعجيني الأمر عندما تتحلي عن وقارك .

مِذياع توماس.✓Where stories live. Discover now