٢٤ -《 خبايا الرسائل 》جزء ثان.

379 50 47
                                    

مر يومان، كانت إيميلي خلالهم تنام أكثر من نصف اليوم وباقي اليوم تجلس في غرفة أبيها، تدفن نفسها بين رائحته، تقرأ وصيته لها،  وتوعده بأنها ستتحسن قريبًا، وستقوم بتحقيق ما يريده.

سابقًا في اليوم الذي تلا الجنازة، ذهبت شارلوت لكي تبدأ في رحلتها نحو التغيير للأفضل، وكانت السيدة بلانكا تأتي تجلب الطعام، وتطمئن على إيميلي، دون أن تعرف بذلك... من وقت لآخر.

أما عن أوليفيا، فكانت يوميا تستلم الرسائل من  الجميع، وهم يسألون عن حال إيميلي وبالوقت ذاته، تطمئن على إيميلي، وتحاول أن تطعمها حتى وإن كان بأقل قدر ممكن لمواصلة الحياة.

حل الصباح الباكر، وكانت إيميلي هي أول من استيقظ، نهضت من فراشها، وأخذت كتاب والدها، اغتسلت  وارتدت ملابس أخرى نظيفة، فقد استيقظت اليوم ولديها عزم أكبر في أن تحاول  تنفيذ وصية والدها، بالرغم من أن عيونها تدمع دون إرادة، وتأن بصوت خافت، ارتدت المئزر الخاص به، ثم وقفت أمام الموقد أمامه تماما.

 لقد قررت أن تحضر أول وجبة في حياتها، حاولت أن تجد شيئاً تفضله، تذكرت كعكة الجزر الهشة التي تحبها، قلبت بالصفحات حتى وجدتها، ولكنها شعرت أنها أن الصفحة المكتوب عليها الوصفة، كانت ثقيلة بعض الشيء وكأن هناك ورقتين أو أكثر ملتصقين ببعضهم، لم تعر الأمر اهتماما،  ثم حضرت المكونات جميعها كانت موجودة مما جعلها متفاجئة، ثم عند خطوات العمل، كانت مكتوبا الآتي"

أحمي الفرن لدرجة حرارة 150 واخلطي في وعاء كلاً من السكر والزيت النباتي والبيض، وفي وعاء آخر انخلي الدقيق والبيكنغ صودا والملح والقرفة. ضعي  المكونات فوق خليط البيض وحركيه جيداً، أضيفي الجزر والجوز، ثم وزعي المزيج في قالب مدهون بالزبدة، واتركي القالب في الفرن لمدة 50-60 دقيقة. 

ثم كتب تحت هذه الملاحظات "إيميلي، لا تمسكي هاتفك، أو تشاهدي أي دراما،  ولا تطلقي العنان لموهبتك في الرقص والغناء، فقط تحملي حتى ينتهي الطهي، فأنتِ  تسهين عن ما حولك، وقد تحرقين المنزل بأكمله."

ابتسمت عندما وجدت كلماته هذه، ثم بأناملها تحركت إلى آخر الصفحة، حيث كتب الآتي:

"هل تتذكرين يا إيميلي، حينما أتيتِ من منزل صديقتك السويدية التي كانت أمها، تصنع لها كعكة الجزر؟

 لقد كنت متأففة ومنزعجة وأخبرتيني فقط أن السبب أني طلبت منك أن تحضري للمنزل قبل أن تأكلي كعكة الجزر اللذيذة، ولكني كنت أعرف يا إيميلي.

أعرف أن ما أزعجك ليس هذا الأمر بالتأكيد، ولكن بسبب أنك اشتقت إلى وجود الأم، ولكني لم أكن غير الأب الذي فهم ابنته  فقط من عينيها، تحججت معكِ  وكنت أردد بقول،  أنكِ مراهقة أيضًا.

بهذا اليوم بكيت... بكيت لأني شعرت أني فعلت كل ما يمكن فعله، وما زلتِ تفتقدينها ثم بكيت بحرقة عليكِ أنتِ... على فتاتي الحزينة بداخل غرفتها الآن.

مِذياع توماس.✓Where stories live. Discover now