٢٠- 《الانتقام، العفو وما بينهما》 - جزء ثاني.

345 58 127
                                    

في صباح اليوم التالي، استيقظت شارلوت على صوت إشعار الرسالة التي استلمتها من أوليفيا والتي كان مفادها، أنهم بطريقهم إليها للاطمئنان عليها، فشرعت في الاستيقاظ، ورفعت جذعها على الفراش، بينما كان كيفن نائمًا على المقعد الذي يستقر بجانب فراشها، نومة غير مريحة، رأسه تتأرجح يمينًا ويسارًا، ويحتضن وسادة يستند برأسه عليها، وتغطي معظم قفصه الصدري، ثم وقع نظرها إليه وهو نائم، فكان الرباط الذي يعقد به بعضًا من شعره، قد انفلت أيضًا بسبب وضعية رأسه، أنطلقت ضحكة منها على مظهره، ولكنها أدركت سريعًا أن تكتم صوت ضحكتها، فهو بالكد استطاع النوم منذ ساعتين فقط، لذا صمتت لأجله، وشردت تفكر في حديثها معه البارحة، هل يمكن أن تطمع بأن تكون لها فرصة مجددًا لكي تمحى بعضاً من خطاياها؟ هل يمكن أن يتم شفاؤها؟ بل هل يمكن أن يعطي كيفن فرصة لها لدخول قلبه؟ ثم رددت بصوت خافت قائلة:
- لا سيكون هذا طمعًا مني، هل يمكنه فقط فتح قلبه لي ولو قليلًا؟.

استلمت رسالة أخرى من أوليفيا، تنبهها إنهم بساحة استقبال المشفى وبطريقهم للغرفة، نظرت نظرة أخيرة إليه، تريد أن توقظه، ولكنه ما زال غارقًا في نومه، فهو لم ينم إلا ساعتين فقط، ولكنها بالنهاية قررت أن تنادي عليه بصوت عال، فنهض واقفًا وهو يحك خلف عنقه بيديه، ويحاول أن يهندم شعره الذي تبعثر بسبب وضعية رأسه خلال نومه، وبينما يبحث عن رباطه شعره، كان هناك طرق على باب الغرفة، فتنهد ثم ترك شعره الطويل حرًا كما هو.

دلفت السيدات أولا، وجلس كل من أوليفيا وإيميلي على حافة السرير؛ وبالتالي دلف توماس وهو ممسك بباقة زهور وبابتسامة عريضة، قال: 
- أتمنى لكِ الشفاء العاجل يا سيدة شارلوت.

ابتسمت له؛ ومن ثم نظرت إلى السيدات، كانت إيميلي تنظر باتجاه الأرضية لأسفل، فهي لم تحبها من أول يوم رأتها به، ولكن طبقًا لظروفها يجب عليها أن تتعامل معها، فبالأحوال كلها عند المرض، لا وجود لذكر الضغائن، بينما أوليفيا اكتفت بتمن لها الشفاء العاجل شفهيًا، ثم نظر لهم كيفن، والذي كان يدرك جيدًا الموقف بين ثلاثتهم، كما أن شارلوت حدثته عن رغبتها في أن تتغير، وأن تكفر عن ذنوبها وخطاياها، ولكنه لا يعرف كيف يساعد على هذا الأمر، فقرر أن يتحدث على انفراد للسيدات لاحقًا، فتنهد قائلًا:
- أتمنى لك الشفاء العاجل. 

ثم نظر إلى لسيدات وقال:
- يجب علي الذهاب إلى منزلي... كما ترون مظهري...

لتتوسع أعين إيميلي، لم تتعرف إليه، فكان شعره طويلا ويغطي وجهه، خاصة أنه كان يقف وهو ينظر إلى الأرض أيضًا كمن تم الإمساك به متلبسًا، ارتسمت ابتسامة على وجهها، مع نظرة خبيثة وكأنها تثبت لنفسها أنه ما شعرت به تجاه شارلوت، وكيفن كان صحيحًا سابقًا، انزعج كيفن قليلا من نظرتها حيث قالت: 
- لحظة، هل أنت لم تبرح مكانك، منذ البارحة!

مِذياع توماس.✓Where stories live. Discover now