⓪_الاقتباس الأول

6.7K 152 125
                                    


ترجل من سيارته الخاصة و أغلق الباب خلفه ، هندم ملابسه ثم سار على طول الطريق حتى وصل إلى بداية مدخل الحارة التي يسكن بها ، تبسم ما إن رآى عم محمد و الذي بمثابة والده
اتجه له بخطواتٍ سريعة حتى أصبح أمامه فقال

_ إيه الحلاوة اللي انتَ فيها دي يا جدع ! دا أنا خايف العروسة تُعجب بيك انتَ و تنفضلي أنا.

اتكأ عم محمد على العصا الخاصة به و قال بفخرٍ

_ طول عمري والله يا ابني ، من و أنا شاب و بنات الحارة كلها بتحبني و لحد دلوقت كمان.

سَخِر رحيم من حديث عم محمد فلم تُعجب اي امرأة بـ عم محمد و هذا السبب الذي جعله عازبًا حتى الآن بالرغم من بلوغه سن السادسة و السابعون

_ أخجلنا تواضعكم يا جدع !

تحولت ملامح الحج محمد للجدية و اقترب من رحيم قائلا بتحذير

_ بلاش يا رحيم إلا دي

قطب ما بين حاجبيه بتعجبٍ ثم اقترب من عم محمد و تساءل

_ هي مين دي ؟

_ رحيق يا رحيم .

_ ليه ؟

همس بتوترٍ و كأنه يخشى أن يُصيبه ما يُقال عنها بالرغم من بعد المسافة بينهما فهو في بداية شارع الحارة و هي تسكن بنهاية الشارع

_ يا ابني دي بنت نحس يعني انتَ مش عارف اللي بيحصل لأي عريس بيتقدم ليها !!

_ يا محمد انتَ بتصدق التخاريف اللي بتتقال دي !! الناس اللي بتحب تبالغ في الكلام مش أكتر ، يلا سلام دلوقتِ و مستنيك على آخر اليوم عشان تيجي معايا و احنا بنتقدم

_ اتمنى يا ابني فعلا يكون كدب يلا سلام انتَ

اتجه رحيم إلى الخارج و في الطريق قابل عم إبراهيم الميكانيكي ، ابتسم له و قبل أن يسأله عن أحواله وجد إبراهيم يصيح بتحذيرٍ

_ بلاش رحيق يا رحيم

تأفف بضيقٍ فلِمَ يحذره الجميع منها أ لهذه الدرجة يؤمنون بتلك التخاريف ، سار و لم يُعقب على حديثه و في طريقه قابل بائعة الخضروات ، بائع الفواكة ، البقال و جمعيهم رددوا جملة واحدة

_ بلاش رحيق يا رحيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءا في منزل رحيم : دندن بسعادة أثناء عقده لرباط العنق و بعد فترة وجيزة كان قد انتهى من ارتداء ملابسه ، نظر لذاته في المرآة نظرة أخيرة قبل أن يُرسل لذاته في المرآة قبلة قائلا بنرجسية

_ أما ببص لنفسي في المراية بخاف قلبي يقف من شدة الجمال اللي شافه

خرج من الغرفة فوجد والدته تقف أمام الغرفة و قبل أن يسألها هل أصبحت جاهزة كي يذهبا لمنزل رحيق في الموعد المحدد ؟ وجدها تقول بتوترٍ،

_ يا ابني بالله عليك بلاش نروح المشوار دا أنا قلبي مقبوض يعني اللي خلق رحيق مخلقش غيرها دا أنا هجوزك ست ستها

اقترب منها و حاوط كتفيها بذراعه قائلا بعقلانية

_ يا أمي مينفعش ارجع في كلامي و منروحش المشوار دا و بعدين يعني هما هيكلونا !! هنروح نشوف البنت حصل نصيب تمام محصلش محدش هيجبرني اتجوزها صح !!؟

استسلمت له و مازال القلق يسيطر عليها و لكن كما قال لن يستطيع أن يجبرهما أحد على شيء ، أمسك بكف يديها ثم خرجا من الشقة و هبطا درجات السلم و في الأسفل كان عم محمد في اننظارهما و ذهبوا معا إلى منزل رحيق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في منزل رحيق : استقبل والد و والدة رحيق ، رحيم ، والدته " أشجان" و عم محمد بترحابٍ شديد ، دلفوا إلى حجرة المعيشة و جلسوا على الأرائك المتواجدة فيها و ظلوا يتحدثون في مواضيع عديدة حتى دلفت رحيق من باب الغرفة و كانت ترتدي فستانا بسيطا و تحمل صينية موضوعًا عليها كئوسًا ممتلأة بالمشروب النبيتي "الشربات" أما عن وجهها فكان خاليًا من مساحيق التجميل و ملامح وجهها عادية إلى حد مـا كـ اي فتاة مصرية و لكن ما يُميزها الغمازة التي تُزين وجهها ، ألقت رحيق التحية على الجميع و أثناء تقديمها للأكواب تعثرت قدميها فـ تناثر المشروب على وجه و ملابس رحيم ، شهق الجميع بفزعٍ أما عن والدته فـ ظلت تُردد سورة الفلق بقلقٍ ، استقام رحيم من موضعه و قال بهدوءٍ في محاولة لتقليل حدة الأجواء

_ حصل خير يا جماعة عايز حد بس يوديني الحمام انضف هدومي .

نهض والد رحيم و أخذ رحيم و توجها إلى الحمام فـ انقطعت الكهرباء فجأة في طريقهما ، ظلت أشجان تدعو الله بداخلها أن يُمر اليوم بخير فالقصيدة وضحت من العنوان ، المرحاض و الشرفة بجوار بعضهما و لأن الكهرباء انقطعت فجأة
اخطأ رحيم المسار و بدلا من التوجه إلى المرحاض توجه إلى الشرفة و فجأة دوى صرخة متألمة بعدما وقع رحيم من أعلى سور الشرفة أرضًا و من حظه أن الشرفة كانت في الدور الثاني ، صرخت أشجان بفزعٍ عِندما وصل صوت رحيم إلى مسامعها يقول بألمٍ

_ يا أمي بالله عليكِ مشيني من البيت دا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

روايــة خــط _ فـاصـل

خط فاصـلजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें