_الفصل السابع والعشرون (يوم لا يُنسى)

480 40 114
                                    

_متنساش التفاعل يا لَطيف. ✨
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_النفس تشكـو، ومن يدري بما فيها،
سواك يا خالق الدنيا وباريها. (النقشبندي)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استمع "بـارق" لصوت الصغيرة "فجـر" تبكي فاستقام واقفًا وقرر أن يذهب لغرفتها ويُلاعبها حتى تهدأ، فتح باب غرفته واتجه بخطوات مسرعة نحو غرفة الصغيرة، فتح بابها ودلف نحو الداخل، وقف أمام فراش الصغيرة يتأملها بابتسامة واسعة.. تلك الفتاة قادرة على قذف السعادة بقلبه ما إن تقع عيناه عليها، التقط الصغيرة حاملًا إياها ومن ثم بدأ يُلاعبها ببطء، تحولت الابتسامة المُزينة ثغـره إلى عبس فجأة وقد تذكر ابنة زوجة شقيقه المُتوفاه، ثقلت أنفاسه فجأة وشعر بالدوار يُداهمه فـهـمَّ أن يضع "فجر" على فراشها حتى لا تسقط منه لكن وقبل أن يفعل سقط هـو.. سقط حاملًا "فجر" على يده.. ازداد بكاء الصغيرة وهو أصبح غير قادر على تهدئتها، امتزجت دموع الصغيرة بدموعه، دموعها كانت حزنًا ودموعه كانت ندمًا، دموعها كانت بريئة ودموعه كانت مُلتخة بالإثم والذنب، "عـهــد" صغيرة "دعـاء" كانت تشبه "فجــر" إلى حد كبير، كان يُحبها وكانت تحبه.. رؤية "فجـر" ذكرته بعـهــد؛ فازدادت أنفاسه ثقلًا عند تلك النقطة، شحوب وجه تزامنًا مع ذكرىٰ لم ولن تفارق عقله أبدًا.. لم ولن ينساها أبدًا.. وستظل دائمًا اثمه الوحيد، يوم أن قتل بيديه ابنة دعاء زوجة شقيقه.. قتلها واعتقد "جبريال" حتى يومنا هذا أنه من قتلها... قتل صغيرة بذنب لا دخل لها به... ذنب الغيرة!

استقام واقفًا ومازال يحمل الصغيرة "فجـر" علىٰ يده، يرىٰ دموع الصغيرة تنهمر علىٰ وجنتيها فتقذف ذكرىٰ لعقله مُشابهة لتلك، يحمل "عـهـد" الصغيرة أيضًا والفرق الوحيد بين ذاك المشهد وهذا أن "عـهـد" لم تكن الدموع تتناثر منها، بل كانت الدماء!

_مـــذ عــدة أعـوام _

بدأ الأمـر مُذ أن كان عمـر "بـارق" يترواح ما بيـن السبع أو الثمانية أعوام، ذلك الـيوم الذي لا يُنسىٰ أبدًا، لقد كان أمر بسيطًا.. لكنه وللـعجب لم ينساه يومًا.

_جــبـــريـــال، هات الكرة بتاعتي.. متبقاش رخـم.

صاح "بـارق" بتلك الكلمات بضيق بالغٍ لكن "جبريال" ذو الاثنا عشر عامًا رفض أن يُعطيه الكرة وأردف باستفزازٍ.

_لأ، لو تقدر تاخدها مني؛ خدهــا.

كانا أنذاك يقفـا علىٰ درجات السلم فاقترب "بـارق" من "جبريال" وحَاول أن يلتقط منه الكرة، التقط "بـارق" الكرة من "جبريال" بسعادةٍ بالغةٍ، لكن تلك السعادة تحولت إلى رعب حقيقي عندما أدرك "بارق" أن أخاه تدحرج من على درجات السلم ووقع أرضًا يتأوه بصوتٍ مرتفعٍ من الألم، هبط "بـارق" درجات السلم بسرعة بالغة وحين وصل إلىٰ أخيه ثنى على ركبتيه يطمئن عليه بصوتٍ ارتعش من الخوف.

خط فاصـلWhere stories live. Discover now