_الفصل الثالث والعشرون (قالت أوافـق)

430 52 62
                                    

_وكيف ذلك؟

_لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.

لا تنسـوا أهل غزة في دعائكم💘

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"مـن لي سواك؟! ومـن سواك.. ومن سـواك؟ يرىٰ قلبي ويسمعـه؟ كل الخلائق ظلٌ في يد الـصمد.. أدعـوك يـارب، أدعـوك يــارب"

_المُبتهل|سيد النقشبندي_

الـمنزل يخلو من أي صـوت إلا صوت هذا الابتهال الذي يُسيطر علىٰ المكان فيقذف الراحة في الـقلوب، وفي ركـن من أركان الشقة يجلس "عَاصم" مُستغلًا هـدوء الليل ليتفرغ إلى عبادته، عبادة كان ومازال يـدعو بها دعاءً واحد خاص بامرأة واحدة "فاطم".

_سبحـان الله وبحمده، سبحان الله وبحمده، سبحان الله وبحمـده.

رددها ثلاث مـرات وهـو ساجدًا واستقام ثم سلم على اليمين مرة واليسار مرة ثم صَمت، صَمت كعادته لا يعـرف كيف يبدأ دعاؤه لكنه الـيوم يُود أن يدعُ...يدعُ كما لم يفعل قبل، يدعُ بدعاءٍ تمنىٰ دائمًا وأبدًا أن يُستجاب.

_"إن الله يُحـب العبد اللحوح" جُملة اتربيت عليـهـا من صغري ومش هيبقىٰ حـد أغلىٰ علىٰ قلبي من "فاطم" عشان ألح عليكِ يا كريم تجعلها من نصيبي، يـارب أرفق بقلـبي يـارب، سامحها يا كريم واغفر ليها ذنبـهـا.

أنهى دعائه واستقام واقفًا مُقررًا العودة للـغرفة الـخاصة به والنوم، لكن رؤيته والده يـجلس على مقعد داخل الغرفة جعلته يتخلىٰ عن مُخططه في الـذهاب لغرفته ونظر لوالده وتمتم قائلًا بتعجب.

_بـابـا!! إيه اللي مصحيك دلوقت؟!

_صحيت عطشان وكنت رايح أشرب، فاتفاجئت بابني صاحي الساعة تلاتة بليـل بيدعي وبيلح علىٰ ربنا يرزقـه بفاطم، قعدت مستنيك تِخلص عشان أعرف "فاطم" دي تبقىٰ أخت "جبريال" صاحبك مش كدة؟!!

ابتلع "عاصم" ريقه بتوجسٍ مُعتقدًا أن والده يتساءل ليأمره بنسيانها خاصةً أن قصـة زِنا "فاطم" مُنتشرة إلى حـد ما، فتمتم "عاصم" بحسمٍ.

_فـاطم تستاهل فرصـة تانية يا بابا، وأنا بحب "فـاطم" وبتمنىٰ فرصتها التانية دي تبقىٰ معايا.

ابتسم والد "عاصم" بسعادةٍ وهـو يرىٰ ولده أخيرًا واقعًا في حب امرأة وقد كان يأس منه خاصة أنه أتم عامـه الثلاثون ولم يُخبره يومًا أنه يُحب إحداهن أو يُود الزواج بواحدة، تمتم والد "عاصم" بهدوءٍ.

_تعالىٰ يا "عاصم"، تعالىٰ يا حبيبي أقعـد جنبي.

نفذ "عاصم" واقترب جالسًا علىٰ المقعد المُجـاور لمقعد والده ولم ينطق بكلمة بل استمع إلى والده يقول بهدوءٍ.

خط فاصـلWhere stories live. Discover now