_الفصل الخامس عشر (مـن هـو حسن؟)

445 67 138
                                    

‏"إن تتقوا ﷲ يجعل لكم فرقانًا

‏و ما الفرقان:
‏النور الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل
‏وكلما كان قلبه أقرب إلى ﷲ كان فرقانه أتم.

‏- ابن القيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الحلقـة الخامسـة عشـر"

"من هو حسـن؟"

"نـدى"

جلس "بسّـام" على إحدى المقاعـد الموجودة في بهو المنزل الخاص به و على المقعد المُقابل لمقعده جلس "ظافر" شقيق "بسّـام " يُقلب حبات السِبحة مُستغفرًا الله سرًا، توقف عن التسبيح تزامنًا مع سؤاله الهادئ المُوجه لـــ "بسّـام".

"خير يا حَاج "بسّـام" كُنت عايزني في إيه ؟"

انقلبت ملامح "بسّـام" مائة و ثمانون درجة و سيطر الغضب عليه كُليًا و أجاب على سؤال "ظافر" بشيء من الحِدّة.

"ظافر بكر الشقيق الأصغر لـــ "بسّـام" يبلغ مِن العمر ثلاثون عامًا ذو بشرة قمحاوية و شعر أسود طويل نسبيًا و أكثر ما يُميزه لون عيناه الأسود الكاحِل بالإضافة إلى أنفه المُدبب، و يعمل "ظافر" كمُترجم."

"دة على أساس يا ظافر إن الأخبار موصلتش ليك و عِرفت إن بنت أخوك قدمت في أبوها بلاغ في المركز!!؟ و دلوقتِ المحروسة قاعدة جوا حاطة رجل على التانية و كل أما أكلمها تهددني بالبلاغ ... لو فاكرة إن البلاغ اللي في إيدها دة ممكن يمنعني عنها تبقى عبيطة...و أنتَ لازم تكلم معاها و تفهمها كِدة."

ثم صمت و لكن صوت أنفاسه الغاضبة و حركة صدره لأعلى و لأسفل في حركة مُستمرة لم تصمت و أما عن "ظافر" فانتظر بصبرٍ حتى انتهى "بسّـام" من الشكوى من "رقية" ثم تحدث بعدها مُتسائلًا.

"و أنتَ بقى جايبني هنا عشان ادخل اهدد "رقية" و اعقلها و اخليها ترجع تحت طوعك من تاني مِش كدة!؟"

"أيـوة."

إجابة "بسّـام" كانت حاسمة فـصمت "ظافـر" مُستغفرًا سـرًا و أجاب "بسّـام" بعد ثوانٍ من الصمـت.

" آسـف بس أنا مش هعمـل كدة."

اكفهر وجـه "بسّـام" بالغيـظ و استقام واقفًا يصـرخ بأخيه غاضبًا.

"و دة ليـه إن شاء الله!!؟ هترتاح يعني لمـا ادخل دلوقت ارنها علقـة تجيب أجلها!!"

تخلىٰ "ظافـر" عن هـدوءه و استقـام هـو الآخر واقفًا و صـرخ بأخيه بحـدة.

"و أنا ورب العِباد ماهسمح ليك تمـس شعرة واحدة مِنها... جايبني عشـان اكلمها في بـر الوالدين.. طب مـش لما أنـتَ تتقي ربنا الأول فيها ابقىٰ اكلمها عـن بر الوالدين."

خط فاصـلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن