الفصل الثانى

163 8 0
                                    

الحياه اوهام والبعض منها هو الذي يبني الواقع. ج اودبيرتي
كالمجنونه نزلت تمارا الى الاسفل لتبحث عن اختها ,في تلك اللحظه كانت غاضبه لدرجه انها وهي تبحث عنها تمنت ان لا تجدها ,لم تجدها في المطبخ غادرته الى غرفه المعيشه ,هناك وجدتها هي وبلقيس,كانت تتنفس بصعوبه,وعيناها تنتقلان بين رزان وبلقيس ,سالتها رزان "تمارا هل انت بخير?"ردت بعنف "لا ابدا انا لست بخير " وقفت رزان من مجلسها واسرعت لاختها وقالت وهي تحيط بكتفها "ما الامر ما الذي حصل "ردت "اختى ارجوك فلنعد الى منزلنا "صدمت بلقيس ورزان,تابعت تمارا"اختي لقد اهانك على مسامعي لقد قال كلاما جارحا"وفجاه انهارت كل دفاعاتها كل غضبها تحول الى دموع ,دموع شفقه على اختها التى اهملتها طيله ست سنوات لم تهتم ان كانت تبكي ام تضحك ان مرضت ام شقيت ام تعبت ,رزان كانت محتاره نظرت لحماتها,التى تنهدت وقالت "اذن لقدسمعت كلاما قاسيا من عماد" لم تجبها تمارا بينما ضمتها رزان وقالت "مهما كان ما قاله فهو لا يقصده انه متالم بسبب فقدان بصره كل غضبه والمه وحزنه يفرغه فيمن حوله لا تقلقي ستعتادي عليه كما فعلنا نحن " ابتعدت تمارا عن رزان وقالت "هم مجبرون انا وانت لسنا مجبرين على تحمله ",وقفت بلقيس واقتربت من تمارا وقالت "ان كان صعب عليك تحمله فلن اجبرك على البقاء اما رزان فهذا منزلها,التفتت الى رزان وقالت "لقد قال ....."وضعت رزان يدها على فم اختها وقالت "مهما كان فتلك الكلمات لا تعكس قلبه انها تعكس المه فقط وانا اتفهمها انا اعرف عماد منذ ست سنوات انه افضل اخوته وسيبقى كذلك " سكتت تمارا وتركت اختها وصعدت الغرفه ,فكرت في كلمات اختها لعلها سمعت من كلامه الكثير ,انها قويه وتتحمل الكثير,فتحت باب غرفه عماد واطلت براسها وجدت انه ناءم,تسللت بهدوء الى الغرفه جمعت من جديد الاطباق المحطمه,تنهدت باي حال لن يتمكن هو من جمعها ,نظرت اليه وقالت بهمس "ليكن في علمك افعل هذا من اجل اختي " عندما انهت جمع الاطباق وقفت نظرت اليه الى تنفسه وقالت "تنام قرير العين بينما توذي اختي بكلماتك اتمنى ان ترى كوابيس ولا تستيقظ منها ابدا",تحركت للستاءر اسدلتهم وغادرت الغرفه ,عندما اقفلت الباب فتح عماد عينيه ,اخذ نفسا عميقا كان صعب عليه الابقاء على تنفسه ثابتا ,اعتدل في جلسته وقال"تلك البلهاء ماذا تعتقد نفسها انها لن تبقى يوما اخر هنا" عاد بذاكرته ست سنوات حاول تذكر ملامحها ,رزان تملك اختا واحده بدات صورتها تتشكل تذكر انها كانت غريبه تذكر طيفا لفتاه تضع نظارات ,ارتمى على سريره اجهدته محاوله التذكر ,لكن نجح في تذكرها ولو قليلا قال ساخرا "لم تحظى باي سمه من سمات الجمال لكنها تمتلك منجما من الوقاحه ".

نزلت تمارا الى الاسفل ,كانت شقيقتها في المطبخ تعد طعام العشاء ,سالتها"هل اساعدك ?"ردت بابتسامه "لا شكرا ",اخذت تمارا السلطه وقالت "ساساعدك في السلطه ثم ان طهوي ليس بهذا السوء"ضحكت رزان وقالت "تمارا....",وقفت تمارا تغسل اوراق الخس قالت بعد صمت "هناك مقوله فلسفيه تقول الاراده الحقيقيه هي ان اريد ما لا اريد ,اعتقد ان ارادتك حديديه "ردت رزان دون ان تلتفت لاختها "ما ادراك اني اريد ما لا اريد ,انا احب هذه الحياه التى اعيشها واريدها انا اعرف تماما ما اريد " سالت تمارا"لما لم تنجبي اطفالا?" ابتسمت رزان بالم "تاخر سوالك كثيرا...... انها فقط اراده الله" تركت تمارا الخس والتفتت لاختها وقالت "اعلم انها اراده الله انا اسالك عن الاسباب "ردت رزان "لا املك الحق في الاجابه لان الامر متعلق بالعاءله ويمسها "ردت تمارا "انا من العاءله لي الحق في ان اعرف "تنهدت رزان بصبر وقالت "ليس كل من يتزوج يرزق بالضروره باولاد الحياه احيانا تحرم اكثر مما تمنح اننا نبني لانفسنا تصورات كبيره لكن البعض منعا فقط هو ما يتحقق وانا راضيه بما منحتني الحياه واكثر راضيه حتى بما حرمتني ارجو ان اكون اشبعت فضولك "بهذه الكلمات انهت رزان الحوار وغادرت المطبخ بينما بقيت تمارا تردد "الحياه اوهام والبعض منها هو الذي ببني الواقع "حزنت لحال اختها ,ولم تنتبه انها توقفت عن التفكير في ذلك الذي اعطاها دروسا فلسفيه في يوم من الايام.
انهت تجهيز السلطه واعدت الاطباق ووضعتهم على الطاوله ,وغادرت المطبخ لتترك لرزان الحريه ,كانت تعلم انها جرحت اختها وانها غادرت المطبخ لتبكي وحيده ,لم ترد تمارا لرزان ان تعيش هذه الحياه بدات تتشكل في راسها فكره اعادتها الى المنزل ,وجدت نفسها في المكتبه وقفت تنظر للكتب وتفكر لايوجد شيء يربط رزان بهذه العاءله فلماذا تريد الاستمرار بالعيش هنا ,تساءلت وهي تمد يدها لكتاب اهو الحب ,اخذت الكتاب كان روايه بعنوان الصقيع ,ابتسمت بحماس ستقروها الليله,فتح الباب فجاه التفتت بفزع كانت بلقيس ,قالت "لقد اجفلتني "ردت بلقيس "اسفه "اقتربت منها وقالت "تحبين المطالعه "ردت "كثيرا "ابتسمت وقالت "جءت لابحث عن كتاب لعماد ",سالت بحيره "عماد!?"ردت بلقيس "انا اتمنى ان تخدميني بهذه الخدمه"سالت تمارا بحيره"اي خدمه ?"ردت "عماد يريدك ان تقرءي له كتابا "فوجات وقالت "يريدني انا هل انت متاكده ?"ابتسمت بلقيس ,فقالت تمارا"اقصد اني انا "قاطعتها"هل ترفضين ?"ردت "لا لكن "قالت بلقيس "حسن انت موافقه " ,لم تكن موافقه لكنها لم تملك القدره لقول لا,وهكذا وجدت تمارا نفسها في غرفه عماد بعد ان تناول العشاء ,كان جالسا على سريره يرسم على وجه ابتسامه بارده كالصقيع وهو عنوان الكتاب الذي اختارت ان تقراه له,وضعت كرسيا بالقرب من السرير بعد ان فتحت الستاءر لتسمح بدخول نسيم الليل ,قالت محاوله الهدوء وعدم اظهار انزعاجها "انا لا ادري من اين جءت بهذه الفكره?"رد"وانا لاادري لما قبلت بها?" احمر وجهها خجلا وقالت "لاجل امك فقط"رد "انت تفعلين الكثير لاجل الغير قبل قليل جمعت الصحون لاجل اختك والان ستقرءين لاجل امي عليك البدا بتنفيد رغباتك انت لعلك لا تعرفين معنى ان تكوني سيده نفسك" قالت "ان كنت مصرا "وقامت من الكرسي,جاءه عطرها ,قال "لا لن اضيع علي فرصه كهذه اجلسي ",عادت وجلست وقالت "يوسف زوج اختي لم يات لتناول طعام العشاء"رد "لما تسالينني اسالي اختك "ردت "انت فظ "رد"وانت لست احسن مني ",فتحت الكتاب وقالت "سابدا بالقراءه انها روايه عنوانها الصقيع " سالها "في كل المكتبه لم تجدي غير هذه"ابتسمت لانها لم تعجبه وقالت"كنت ساقراها وحدي في غرفتي قبل ان تتدخل والدتك" سكت عماد واستغرق في التفكير بينما قالت "لم اسمع بها ربما هي روايه جديده "لم تكن تمارا قد اهتمت بمعرفه كاتبها وتابعت"شدني عنوانها انه يوحي بالبروده ",سكتت كان عماد لايزال على صمته فبدات بقراءه التمهيد ,تم تابعت القراءه ونست نفسها وانها تقرا لعماد بل مع الوقت صارت تقرا لنفسها وهي تزداد ذهولا من اسلوب الكاتب ,الى ان اوقفها عماد وقال "انا متعب غادري "وقفت وقالت "كانت كلمه شكرا تكفي "وسارت ووقفت عند الباب والتفتت وقالت"ساكملها الليه لذا لن اقراها لك غدا ولا تعتمد كثيرا لن اكون دميه تتسلى بها الى ان تشعر بالنعاس "اغمض عينيه وقال "ان كنت انتهيت فاسدلي الستاءر"تحركت للنافذه وافقلتها واسدلت الستاءر وقالت "نقطه اخيره انا لست خادمتك",عندما فتحت الباب قال "الا ترغبين بمعرفه سبب عدم مجيء يوسف لنتاول طعام العشاء "التفتت وقالت "بالطبع "ابتسم وقال "تدينين لي اذن بواحده"ردت "موافقه"قال "اذن تابعي قراءه الروايه في المكتبه وستحصلين على الاجابه" اقفلت الباب بعد ان سمعت كلماته وقصدت المكتبه سريعا...
__________________

لاكوزانوسترا  لكاتبة مريم نجمةWhere stories live. Discover now