الفصل التاسع عشر

58 2 0
                                    

مع ان الامر بدا لتمارا خياليا ،وحلما غير حقيقي لكنها وجدت نفسها زوجة عماد بعد مغادرتها المشفى واستعادتها صحتها ،لم يتم ابلاغ بلقيس ،شعور خفي اوحي لتمارا ان هذا هو الافضل ،حضر الزواج كريم ورزان ،حتى بقية الاشقاء لم يحضر احد منهم ،عندما انتهى العقد وعادت هي وعماد لمنزلها ،غادرهما كريم ورزان ،لم تاسف رزان على عودتها لمنزل الجبل لشوقها الكبير للصغيرة وكذلك كريم الذي اسعدته العودة للمنزل ..........
كانت تحضر فنجان قهوة لها ولعماد ،عندما سالها "تبدين ساهمة ،ما الامر ؟" انشغلت مع اعداد القهوة وقالت "الامر فقط اني لا اصدق اني زوجتك ،كان سريعا لدرجة تفوق قدرتي على الادراك " ،ابتسم وقال "يالك من بطيئة استنتاج " التفتت اليه واضعة فنجان القهوة على الطاولة وقالت "اتعلم امرا أجدى طريقة لاكتساب أصدقاء أوفياء أن تقودهم الى عيوبهم ،وفي نفس الوقت هي اسوء طريقة لكسب الزوجة " ابتسم بحب لها وارتشف من فنجانه وراقبها وهي تجلس على الكرسي المقابل وقال " من قال ان هذا عيب ،بل اني اراه احد محاسنك " ردت عليه "محاولة فاشلة حقا " ضحك عماد وقال " انا صادق ،عندما قررت استخدام عقلك كدت تموتين وافقدك " رفعت عينيها له ودققت النظر في وجهه محاولة استشفاف اي اثر للسخرية ،لكنه بدا جادا وصادقا في اغرب ما سمعته في حياتها ،سالته "اتقول ان عيبي هو شيء اجابي " رد عماد وهو يضع فنجانه "انظري ،هناك عيوب لصيقة بنا مهما حاولنا التحرر منها تزداد التصاقا بنا وهناك عيوب تمثلنا انها نحن بكل سلبياتها ولا نستطيع بل لا يجب الانتعتاق منها والا صرنا اشخاصا اخرين لا نشبه من كناهم ،هناك عيوب تحمينا ،هناك عيوب تخصنا نحن تكملنا تجعلنا نتقدم اكثل في الحياة ،لانها تناسب طبيعتنا الداخلية الحقيقة ،كانها تكبح فينا ما سيؤذينا لو لم تكن فينا" كانت تستمع اليه وتحاول استيعاب ما يقوله ،عندما سكت قالت "اذا اعتقدت اني فهمتك فستكون مخطئا " امسك بيدها وقال "علينا احيانا التحرر من الافكار التى الصقت بنا ،تلك التى نعتقدها بديهيات مسلمات لا تقبل الجدال ،اننا نصقل ونحن نكبر لنكون نحن لا اشخاصا مستنسخين عمن صقلنا " عندما لاحظ عدم فهمها ابتسم وقال "الإعتقادات الراسخة هي أعداء الحقيقة، وهي أكثر خطرا من الاكاذيب " كانت لا تزال تنظر اليه عندما تابع قائلا "القبول بالنقص احيانا اكثر حكمة من التعلق بطلب الكمال ،وانا احبك بعيوبك لانها انت " ابتسمت اخيرا وقالت " لا تنس انه علي ان افصل بين الكاتب وانت " ضحك عماد وقال "انت محقة " ردت "تبدو لي فيلسوفا اكثر من كونك كاتبا " رد " الفيلسوف كائن يفر من ذاته مراراً ويفزع من نفسه مراراً، لكنه أشد فضولاً من أن يمتنع عن العودة إلى ذاته، إلى رشده، المرة تلو المرة ،لا انه مختلف عني " ردت "اذن مفكر " رد ضاحكا "المفكر .. أن يكون المرء مفكرا , هو أن يكون قادرا على جعل الأشياء أبسط مما هي عليه انا اعقدها كما يبدو " سالته بعناد "اذن من انت ؟" رد " انا لك زوج ،اب اولادك الذين سيكونون اكثر من ثلاثة ،انا رجل فقط وجد في قول جلال الدين الرومي بعض الحقيقة " سالته بحيرة "لقد قال الكثير " رد "اجل واني اجد في احد ما قاله ما يعكس روحي لقد قال
إفتتانٌ كثيرٌ لدى بابك
كل العناية تربح تلك الطريق
فتذكر, رغم اني قد ارتكبت افعال سوء
بأنني لا أزال أرى العالم برمته فوق وجهك " ابتسمت له وقالت
"ممتلىء بك
عقلاً وروحاً
لا مكان لنقص رجاءٍ , او للرجاء
ليس بهذا الوجود إلاك" ضحك عماد وحاول اعتصار مخه ليتذكر شعرا اكثر جمالا من ما قالته الان فهم الكاتب في النهاية فقال "حين تُقيد أنعتق
لو تُوبخ أحتفي
نصلك المشقوق عشق
أنينك أغنية " ابتسمت وفكرت ثم قالت "يرجع الليل حيث أتى
كلهم عائد عند وصولك
إحك لهم كم أحبك" قطب عماد حاجبيه مفكرا انها لن تهزمه لاشك انه يحفظ الكثير من اشعال ذاك الرجل
لو تخليت عن عقل
لأمكنني تسطير مائة رواية لك
ليس من سائل مثل دمعة
همت من مقلة لحبيب " ،كانت تمارا تحفظ لذلك الشاعر الكثير من الاشعار لذا عرفت من البداية انها ستهزمه ،كان عماد يبدل جهدا لتذكر الكلمات فقالت "أنصت الى الاطياف داخل القصائد
دعها لتأخذك حيث تريد
اتبع تلك الاشارات الباطنية
ولا تُخلف مقدمة منطقية" ،انفجر شيء في عيني عماد ،كان الخلاص فقال "حسن جدا اراني ساتبع تلك الاشارات "ردت بتفاجئ لا يزال في جعبتي الكثير من اشعاره" رد عماد " تكمليه لي في يوم اخر " ونهض من الكرسي واخذها من ذراعها ،سالته "لكن ماذا حصل مع لاكوزانوسترا ؟ " رد عماد " رفعت دعوى قضائية ،قدمت الدليل على اني صاحب الرواية ،المغفل فريد لانه كان كل عمله الاقتباس لم ينتبه لرسالتك لي ،هي كفيلة باثبات ان الرواية لي وانه سرقها ،قدمت للمحكمة الرواية الاصلية التى كنت تكتبينها ،ساحصل على تعويض جيد وفريد سيقيم لمدة اطول في السجن للسرقة و لمحاولته قتلك فقد ثبتت التهمة عليه " نكست راسها فرفعه بيده وقال "لا تشفقي عليه وتغضبيني " ردت "لا لن افعل ،لكن حائرة كيف تعلقت به في وقت ما ،انه مزيف مجرد قشرة ،لا يملك شخصية كل فكره سرقة وكل هدفه سراب " رد عماد "دعينا منه الان " وافقته وسارت معه مغادرة المطبخ ...........

لاكوزانوسترا  لكاتبة مريم نجمةWhere stories live. Discover now