الفصل الحادى عشر

61 2 0
                                    

الفصل الحادي عشر
الاكل من الفاكهة المحرمة

فتحت تمارا عينيها ،الغرفة التى كانت فيها بدت لها مجهولة ،ماذا حدث لها اين هي ،حاولت عصر دماغها ماذا حصل لها ،بدات الصور تاتيها تباعا ،عندما غادرت منزل بلقيس من دون اختها التى قالت لها بالحرف" اذهبي اني باقية "هي رغم انها ادعت انها لا تفهم الا انها ادركت ان اختها اختارت قبول عرض كريم ،رزان لم تعترف لاختها بشيء فقط اكتفت بهذه الكلمات،لذا غادرت مع فريد بمفردها ،عماد لم يات لوداعها ،وكان تمارا صفحة صفراء من ماضي قديم وجب طيها ،بعدها قادها فريد الى موقف الباص لتجد سيارة هناك بانتظارهما ،عارضت الفكرة لكن فريد اقحمها بالقوة في السيارة ولانها كانت تصارع للمغادرة اخرج سائق السيارة منديلا مشبعا بالمخدر وفي ثواني سقطت نائمة ،لتستيقظ الان بثقل في راسها وعينيها ،نهضت للباب وجدته مقفلا اخذت بضربه وضربه مرارا ،حتى جاءت امراة ضخمة ترتدي مئزرا ابيضا ،عندما فتحت الباب راع تمارا منظر المراة التى قالت "ما بك لما تصرخين ؟" سالت تمارا "اين انا ماهذا المكان " ردت المراة "انت في المستشفى " سالت ""لماذا انا بخير اريد الخروج "وهمت بالخروج الا ان الممرضة امسكتها من يدها بقسوة وقالت "اياك ان تحاولي الفرار وهذا المستشفى هو مستشفى المجانين اذا عاندت ساحقنك بابرة ما رايك " ابتعدت تمارا وفهمت ان عليها التصرف بذكاء ،لكنها لم تفهم لما احضرها فريد الى هنا ،سالت " من احضرني الى هنا ؟" ردت "انه شقيقك كنت فاقدة الوعي قال لي انك خطيرة لكني هنا الممرضة الاقوى لم يتمكن احد من التغلب علي فكيف بمجنونة مثلك لذا لا تتهوري "تركتها الممرضة وهي تقول "اذا احسنت التصرف سنخرجك من هذه الغرفة لتنضمي للبقية فانا لا اريد البقاء هنا للابد لحراستك "وغادرت ،عادت تمارا للسرير وجلست تفكر خاطبت نفسها "فريد ادعى انه شقيقي واحضرني الى هنا يريد ابعادي لكن عن ماذا علي الفرار من هنا اكيد ان هناك من تواطئ معه من المشفى انه من وضع المخدر في المنديل " شعرت بخوف شديد ماذا لو كان هذا الشخص مسؤولا هاما ،رغم انها كانت خائفة من بقائها هنا الا انها قررت ان تتصرف بتعقل والا فهي لن تر العالم الخارجي كانت تمارا متاكدة من هذا كما تاكدت تماما ان فريد ليس اكثر من حقير انتهازي ،في نفس المشفى جلس سعيد صديق فريد الى طاولة الطعام مع طبيب شاب اخر اسمه خالد كانا يتحادثان بشكل متقطع وهما يتناولان الطعام ،تكلم سعيد "لقد تم احضار مريضة جديدة وتم وضعها في الغرفة 606" رفع خالد راسه وقال "اذن لعلها خطيرة تلك الغرفة للمرضى المستعصية حالتهم " رد وهو يمضغ "اجل " ساله "من شخص حالتها ؟" رد "انا سلمت الملف للمدير الذي قرر وضعها هناك " ساله "وما حالتها " رد "انفصام حاد في الشخصية سيكون صعبا ان تتاكد من مرضها اذ تبدو طبيعيه في احدى حالاتها " فكر خالد وتابع اكله بغير اهتمام كبير بوضعية المريضة ،كان سعيد ينفذ تماما اوامر فريد كان قد طلب منه ان يذيع حالة تمارا وينشرها ليحصل على تاكيد ضمني من الجميع ،كان حريصا على ان يعرف كل الاطباء حالتها تلك النظرة الجماعية كان فريد بحاجتها الى جانب تقرير صديقه المزيف ،وهكذا بدا سعيد بالعمل كان موعودا بمبلغ من المال يخرج به من هذا المشفى ويبدا مشروعا خاصا به لا علاقة له بالطب النفسي ،خالد الذي كان يعشق مهنته وكان النجاح في نظره هو شفاء مرضاه كان مشغولا بحالات كثيرة ،اذ انه كان يحرص على الحصول على اكبر عدد من المرضى لعلاجهم ،لذا لم يكن له وقت لحالة جديدة لذا اكتفى من سعيد بمعلومات سطحية ،سعيد كان يعلم بتفان خالد وايضا بانشغاله وكان هذا ما اراده تماما ،تابع الطبيبان اكلهما ثم غادرا كل لوجهته ...
في منزل بلقيس وفي اليوم التالي من مغادرة تمارا ،غادر عماد المنزل للمدينة ليقوم بنشر روايته ،بعد ان انهى تنقيحها ،رغم انه قرر نسيان تمارا وتركها تعيش حياتها الا انه لم يستطع كبح نفسه وحاول الاتصال بمنزلها مرارا لكن احدا لم يجب ،خيال عماد الخصب صور له امورا كثيرة لذا وجد نفسه في اليوم التالي يجهز اوراقه ،رغم ان بلقيس تمنت بقاءه اكثر لحين مجيء شعيب واحمد الا ان عماد كان مصرا ،وغادر المنزل ،رزان ترجته وهي تودعه ان يزور اختها كان قلبها يتقطع الما على وحدة اختها لكنها كانت قد اتخذت قرارها هي بقرارها لم تترك اختها لوحشة الوحدة ورعب المدينة فقط بل تركت ايضا حب يوسف وطوت صفحته لتعيش اياما مع الينا التى سرقت قلبها ،كريم لم يجبرها على شيء عندما وصل لم تكن في استقباله توقع انها رفضت عرضه ،الا انها كانت في زيارة لقبر يوسف تودعه الوداع الاخير ،عندما عادت وراته فقط ابتسمت له ،تلك الابتسامة التى كانت اجمل ما راى كريم كانت ابتسامة نصفها ياس ونصفها امل ،قطع وعدا على نفسه ان يعاملها كما تستحق تماما لن يرغمها على شيء ابدا ،وسيترك الوقت ليكمل الباقي ،في ذلك الوقت كان فريد يسابق الزمن بعد تركه لتمارا في المشفى تحرك لدار النشر وانهى الترتيبات الاولى ولكي يتم الامر بسرعة ضاعف المبلغ المالي ،وهكذا بدات عملية النشر في ذات اليوم ،كل ما كان فريد بحاجته لاتمام خطته هو المال وهو الشيء الوحيد الذي كان يملكه .
عندما وصل عماد الى المدينة قصد منزل تمارا ،لم يجدها هناك علم من الجيران انها لم تات منذ غادرت ،شعر بقلق وبريبة وبدل من الاهتمام بنشر روايته قصد منزل فريد ،ورغم انه كان يريد ايجادها الا انه لم يكن يرغب ان يجدها عند فريد ،لدى وصوله لمنزله لم يجد فريد ولم يجد تمارا ايضا علم ان فريد عاد بمفرده ولم يصحب احدا ،زاد قلق عماد ،لكنه اوقف البحث وقصد فندقا ليبيت فيه ليلته الاولى .
في صباح اليوم التالي قصد عماد مقر عمل فريد ،عندما وصل اخيرا لمكتبه ،ادخلته سكرتيرته ،كان فريد ينهي اتصالا عندما دخل عماد ،تفاجا للوهلة الاولى وقال وهو يتصنع الهدوء "مرحبا عماد ما هذه المفاجاة ؟" رد وهو يجلس "ارجو ان تكون مفاجاة سارة " رد فريد "طبعا بكل تاكيد " التفت عماد اليه وقال "الان اخبرني اين هي تمارا ؟" ساله فريد "هل اشتقت اليها بهذه السرعة انك حتى لم تات لوداعها اعترف يا صديق انا لا افهمك "رد عماد "حسن اختها اوصتني ان اطمئن على حالها " رد فريد "اذن من اجل رزان كل هذا القلق " لم يرد عماد ،فتابع فريد "حسن انا اوصلتها الى منزلها فقط لم ارها منذ تلك اللحظة "سال عماد بحيرة "لكني لم اجدها في المنزل الجيران اكدوا انهم لم يروها ابدا "رن هاتف فريد الشخصي ،فرد "اهلا ....اجل ما الاخبار انتهت هذا جيد اترك لك الاتصال بالصحافة اجل اننا نحتاج للاعلام لا المؤتمر الصحفي لم يحن موعده بعد " ونظر لعماد وتابع "لكنه سيكون قريبا فيما اظن كم نسخة.... الف ،جيد انها مناسبة الباقي سياتي انا واثق انها ستنتهي ممن الاسواق في ظرف اسبوع انها رائعتي العنوان ؟ مابه العنوان ؟" تذمر عماد وهو يرى انشغال فريد وقله اهتمامه ،رد فريد "انه مناسب " رغم ان فريد لم يفهم كثيرا السبب في ذلك العنوان لاكوزانوسترا ،لم يفهم تلك النقطة علاقة الماقيا الاطالية باحداث الرواية ،نظر لعماد تمنى لو يستطيع قراءة افكاره ،اقفل الخط ونظر الى عماد وقال "حسن كما ترى انا منشغل يا صديق ولدي محاضرة " وقف عماد وساله "اذن لا تعلم شيءا " رد "كلا "عبس عماد وغادر المكتب ،تساءل وهو يركب سيارته اين تراها تكون ،فكر هل لديها اصدقاء ،انه لم يسالها على هذا الامر ربما عليه الاتصال برزان ، قصد الفندق واتصل برزان من غرفته اخبرها باختفاء تمارا وطمانها انه سيجدها ،سالها عن اصدقاء تمارا علم منها انها لا تملك اصدقاء مقربين حسب علمها ،زاد ياس عماد وسال رزان امكانية المكوث في منزل عائلتها الى ان تظهر اختها وافقت وترجته ان يعثر عليها ،افقل الخط جمع اغراضه وغادر الفندق ،كسر فقل المنزل ودخله ،انشغل بتغيير الفقل الذي حطمه ،عندما انهى ذلك قصد غرفة تمارا عله يجد دليلا عن اصدقاء لا تعرفهم رزان ،لكنه عندما دخل غرفة تمارا تفاجا كانت مقلوبة راسا على عقب لا شيء في مكانه الكتب مرمية الملابس ،جلس على السرير وقد زاد خوفه هي بالتاكيد لن تفعل هذا بغرفتها حتى وان كانت في اعتى نوبات غضبها ،هناك من دخل المنزل وفتش فيه ،تساءل عما كان يبحثون ، ومتى حدث هذا التفتيش ،فجاة اخترق وميض عقله القفل لم يكن مكسورا لعلهم كانوا يملكون المفتاح كل ما كان يتوصل اليه بعقله لم يكن يريحه ،المفتاح الوحيد كان بحوزة تمارا ،الغرفة فتشت حديثا المفتاح اخذ من تمارا ،امسك براسه بكلتا يديه ماذا يحدث ؟،لم يستطع عماد اكتشاف ما تم اخذه بعد هذا التفتيش ،فكر تمارا لم تدخل المنزل والمفتاح اخذ منها قبل ان تدخل عندما كانت برفقة فريد ،تساءل هل يكون الفاعل ،حاول عصر دماغه اكثر لكن لم يزد عن هذا الاستنتاج فكر هناك حلقة مفقودة ، شعر بالارهاق وليكي يحاول تجاوز حالته شغل نفسه باعادة ترتيب الغرفة ،حل المساء سريعا لم يتقدم عماد خطوة في بحثه ،غادر المنزل تبضع واشترى ما يؤكل وعاد للمنزل .
استيقظ في وقت متاخر ،قصد المطبخ اعد لنفسه فنجان قهوة وجلس يحتسي القهوة بقلق واضح ،قرر ان يعود لفريد اصلا لم يكن له حل اخر او طريق اخر ،لذا فور انهاء افطاره قصد الجامعة عندما وصل مكتبه اخبرته سكرتيرة فريد انه لن ياتي هذا اليوم وانه مشغول بروايته الجديدة التى ستزل للاسواق اليوم ،سالها عماد وقد تفاجا من الامر "اي رواية هل الف فريد رواية ؟" ردت وهي تبتسم "اجل وقد اهداني نسخة انظر " واخرجتها من حقيبتها وقدمتها لعماد ،الذى تجمد تماما امامها لاكوزانوسترا ،ردد بذهول "لاكوزانوسترا " ردت "اليس عنوانا محير انا لم ابدا قراءتها بعد لكنه اكد لي انها رائعة "فتح عماد على صفحتها الاولى صفحة مقدمة المؤلف ،كانت كلماته هو تلك المقدمة التى بدا بها روايته ،وصل عقله اخيرا الى استنتاج حقيقة مروعة ،يعكسها االكتاب "لاكوزانوسترا بقلم الروائي فريد حسن " لقد سرق روايته ،الرواية التى اختزل فيها مشاعره كلها التى امضى شهورا في كتابتها ،كان مذهولا تماما، نظرت اليه السكرتيرة وقالت "ما بك هل انت بخير ؟"رد "اجل اجل " اعاد لها الرواية وغادر المكتب ،في منزل تمارا بدات نقاط تلتقي حضور فريد في ذلك الوقت بالذات كان بهدف سرقة عمله ،تساءل كيف علم بانه يكتب الرواية كان هو فقط وتمارا ،انتصب واقفا تمارا هي بالتاكيد من اخبره لقد خدعته وسلمته كل ما كتب لقد خانته ،فكر عماد لذلك اصرت على البقاء ولذلك اختفت الان انها الشاهد الوحيد انها السبب ،شعر عماد بغضب شديد قال مخاطبا نفسه "في الوقت الذي انا قلق عليها هي الان تحتفل بنجاحها مع عشيقها السافل وانا الذي اعتقدت انها اختطفت "رمى نفسه على الاريكة بالم وغضب لقد تعرض للخيانة من صديقه الوحيد والفتاة الوحيدة التى احبها بصدق ،فكر كيف سيواجه كل هذا وحده ما المه اكثر لم يكن عمله الذي سرق بقدر ما كان الم الخيانة الذى بدا يتاكله من الداخل فكر بالم أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة !!،فكر واخذ يردد "
صرت انت عاجزا عن الكذب وارتداء الأقنعة،
توجعني الأقنعة أكثر من وجعي بالخيانة! " ،بينما خيال تمارا يهاجم عقل عماد طفت الى السطح كلمة قالتها في ليلة باردة ،"انا لن اخدعك " هل كانت تفكر ان تتراجع ام انها ارادت كسب ثقته لتتقدم اكثر ،فكر ببؤس مهما كان ما قيل عن الخيانة فهي لن تكون بالم من عايشها ردد "حاصرني المعنى باللامعنى..
أجلسني في تاءِ الموتِ قليلاً..
أجلسني في نون الحزن وقال النون عيون
اطفأ نوري مرتبكاً، قال بأنّ العين
سقطتْ في نكدِ الدنيا..
فهلمّ الساعة نخرجُ، نخفي موتاً من نور
فخرجنا في الظلمة، أعطاني المعنى سيفاً..
قال: اقطعْ رأسك!
ففعلت!
وضع المعنى الرأسَ على الرمح
ومضى يحملهُ في الطرقات
وسط صهيل الناس!"، سيل من الافكار من الكلمات هاجمه ،ضحك بسخرية الالهام وحده يرفض تركه على قارعة طريق الخيانة ،فكر بالم مع ان الكتابة علمتني ان ارتاب من الكلمات فأكثرها شفافيةً غالبًا مايكون أكثر غدرا ،الا اني لم اتعلم كيف اسقطها على واقعي ،وقف عماد قاد نفسه بضعف لغرفة خالد ورمى نفسها على السرير ،كان متاكدا من امر واحد سيجدها سيجدها من اجل ان يؤلمها ،انه سيجدها بالتاكيد من اجل الانتقام .

لاكوزانوسترا  لكاتبة مريم نجمةWo Geschichten leben. Entdecke jetzt