الفصل الثامن

92 5 0
                                    


الفصل الثامن
كانت تصعد درجا طويلا ،شعرت انها اول مرة تراه ،لكن لما كانت تعرف الوجهة ،كانت تحمل اوراقا بيدها ،وصلت لمنتصف الدرج ،توقفت تلتقط انفاسها ،فكرت بعد ان كانت قد استعادت لياقتها هاهي تبدا بفقدانها ، كانت واقفة وسط ذلك الدرج الطويل وكان هناك نافذة كانت جميلة تطل على الحديقة ، ،تابعت الصعود اخيرا وصلت لنهايته ،حيث انتصب هناك باب وحيد ، اقتربت وامسكت المقبض بقوة ،تساءلت هل كانت تعلم بوجود غرفة هنا من قبل ،بدا الوضع غريبا ،وهي تحرك المقبض لتفتح الغرفة ،كانت مظلمة ،تمارا كانت متاكدة ان الوقت كان نهارا ،فجاة تمت اضاءة الغرفة ،لترى عماد واقفا هناك وحيدا ،فاجاتها رويته ،التفت اليها بنظرات عميقة ،كانت اكيدة انها كانت نظرات كلها حزن ومرارة وهو يقول "انت لم تخدعيني اليس كذلك "،ارتجفت لما ستخدعه ،ردت بصوت مرتجف "لم افعل "ليرد وقد تغيرت نظرته الى نظرة كلها كره وغضب وازدراء "لكنك فعلت "ردت "لم افعل صدقني " ،فجاة انغلق باب الغرفة وعاد الظلام ليلف الغرفة واختفى عماد ،لتفتح نافذة الغرفة على مصرعيها بسبب دفعة ريح قوية ،صرخت تمارا "امي "،واستيقظت وهي تلهث كانت تتعرق بشدة وترتجف ،جلست في سريرها ،وهي تتمتم "لقد كان حلما فقط "،جمعت ساقيها بيديها ،لكن بدا الامر حقيقيا ، مرت دقاءق استعادت فيها تمارا توازنها ،بعدها غادرت السرير ونزلت للمطبخ ،تجرعت كاس ماء ،وعادت ادراجها ،كان المنزل ساكنا الجميع كان مستغرقا في النوم ،تنهدت وهي تصعد الدرج ،هل ستصبح عادة الاستيقاظ في منتصف الليل ، تذكرت الحلم والدرج ،فكرت هل هناك درج كما في حلمها ،تساءلت هل ستفعلها هل تتاكد ،ارتجفت الوقت غير مناسب ،والليل يزيد من سوء الامر ،لكنها عادة تشجع نفسها ،الانسان عدو ما يجهل ،عليها ان تعرف ،لا سبب للخوف ،لذا ورغم انها كانت ترتدي لباس نومها الخفيف ،الا انها لم تفكر في العودة لغرفتها لتضع عليها وشاحا ،سارت في الرواق وهي تفكر انها لم تتخط حدود غرفة عماد وغرفة اختها منذ مجيءها ،لم تهتم يوما بزيارة واكتشاف باقي الغرف ،عند نهاية الرواق ،تسمرت امام درج طويل ،خفق قلبها وزادت وتيرة تنفسها ،انه مشابه لما في الحلم ،تساءلت كيف هذا ؟،وهي لم تره من قبل ،فكرت هل تتوقف هنا وتعود ادراجها ام تتابع ،لم تتنظر وهي تتحرك صاعدة للاعلى ،عند منتصف الدرج وتماما كما في حلمها كانت هناك نافذة جميلة تتوسطه تطل على الحديقة ،لم تفاجا هذه المرة ،وواصلت صعوده في تحد واضح للخوف داخلها ،فكرت هي ستجد الغرفة ارتجفت ماذا سيكون داخلها او من ،خفق قلبها وبدا عقلها يرمي بثقله ،كانت تصارع كل ما في داخلها وهي تتابع رغم خوفها الذي بلغ ذروته عندما وصلت للغرفة ،فكرت الان هل تدخل ام تعود لقد تاكدت ان ما راته في الحلم بشكل ما مشابه للواقع ،تساءلت ما السبب ،وضعت يدها المرتجفة على المقبض وحركته ففتح الباب ،هاجمها الظلام ،هل تدخل ماذا لو اغلق الباب عليها كما في الحلم ،هذه المرة ارادت فعلا ان تتراجع ،عندما سمعت صوت الباب يتحرك ،خفق قلبها ،لكن لتعيد الاطمءنان لنفسها دخلت تبحث عن مفتاح النور ،ولما وجدته ضغطت عليه بسرعة ليعم الغرفة نور باهر ،حركت عينيها حول الغرفة ،كانت فارغة ،نظرت الى النافذة تماما كما في الحلم ،فجاة قصف الرعد كدوي مدفع ،فزعت تمارا عندما انقطع التيار ،وفتحت النافذة بسبب قوة الريح ،ما ادى بتحرك الباب بقوة فانغلقت ،صرخت تمارا باعلى صوتها ،لم تعلم ان كان قد سمعها احد ،كانت تمارا تتعرق بشدة ،كانت بحالة رعب وهستيريا ،اسرعت للباب تضربه عله يسمعها احد ،بعد دقاءق سمعت المقبض يتحرك ارتجفت وابتعدت عن الباب ما امكنها ،وقفت قرب النافذة ترتعش خوفا وبردا ،فتح الباب سمعت تمارا صوت عماد وهو يقول "تمارا هل انت هنا ؟" لم تعلم كيف اسرعت اليه وموجة الارتياح تلفها عانقته بشدة كانت لاتزال ترتجف لاتزال خاءفة رغم انها علمت انها امنة ، امام منظرها وقف عماد مذهولا ،ثم رفع يده الى شعرها يمسح عليه برفق وهو يقول "اذا كنت جبانة لهذا الحد لماذا جازفت بالمجيء الى هنا ؟" وضع يده الاخرى على ظهرها ،شعر ببرودتها ،رغم الظلام الدامس علم عماد انها لم تكن ترتدي الا لباس نومها ،لم تكلمه واكتفت بمحاولة تهدءة نفسها بين دراعيه ،وفجاة جاء التيار وانيرت الغرفة ،وتمكن عماد من رويتها بوضوح ،قالت وهي تبتعد "لعل خوفي لا مبرر له لكن عندما ينقطع التيار ويغلق الباب بقوة فان كل شجاعة الكون تتبخر لحظتها"ابتسم وهو يتجه للنافذة ليغلقها "لا تقلقي لا اشباح هنا "سالها وهو يعود اليها "كيف عرفت بهذه الغرفة ؟"ردت "رايت حلما عن هذه الغرفة ولم اتمكن من كبح فضولي " رد وهو يخرج من الغرفة لتلحق به "لذلك ناديت على امك لقد كان كابوسا "سالته وهي تتبعه "سمعتني "رد "لقد ايقظتني يا شقية سمعتك تغادرين الغرفة انتظرت عودتك ولما لم تعودي خرجت للبحث عنك عندما سمعت صراخك " ،اغلق بابها وقال "هل ننزل ؟"ردت "اجل "،نزلا بصمت الى ان وصلت غرفتها التفتت الى عماد وقالت "شكرا لك "رد "لا داعي "وضعت يدها على مقبض غرفتها والتفتت اليه تساله "لمن تلك الغرفة ؟"سالها "لما تسالين ؟"ردت "اجد من الغريب ان ارى الغرفة في الحلم قبل ان اراها في الواقع " رد "دعك من هذا الامر "،كان ينظر اليها نظرات دافءة ،بدت تمارا بشعرها الاسود المستريح على ظهرها بنعومه و بقميص نومها كحورية فاتنة ، ردت "حسن تصبح على خير امر اخر انا لن اخدعك " تفاجا من كلمتها الاخيرة وقبل ان يسالها كانت تمارا تدلف لغرفتها ،تنهد وهو يعود لغرفته ،استلقى على سريره ،كان بامكانه سماعها وهي تتقلب في سريرها ،التفت بجانبه جهة الجدار ،واضعا يده عليه ،تمنى لو يستطيع ملامستها والاحساس بها ،عرف عماد انه ينجرف باحاسيسة نحو المجهول ،فكر لعلها لاتزال تفكر في صديقها من الجامعة ،تساءل هل سيرضى ان يكون الثاني في قلبها ،تفكيره الشرقي رفض الامر ، في تلك الدقيقة عرف انه لن يتحمل الامر ،عليه ان يمنع انجرافه اكثر ،عليه ان يبتعد سريعا ،اغمض عينيه بحزن فالغد يحمل معه الاما بالتاكيد بالنسبة له الاما لن يتمكن من منعها .


لاكوزانوسترا  لكاتبة مريم نجمةWhere stories live. Discover now