٣

14.7K 281 29
                                    

تقدم بهدوء على وجهه الرقيّ و الشيب الابيض وتتقمص ملامحه الراحة نطق : عسى خير ياختي ؟
سكتت والخوف متمكن منها ورعشتها دلائل الخوف وولدها الممسك بيدها يتظاهر برجولة رغم صغره ، نطق مكمل حديثه يطمنها : يرى الله عبده في ظُلمة الجب وانا رجل يخاف الله تطمني ..
هدأت انفاسها وهي تدرك ان من يتلو القران وحده في مسجد اخر الليل وزرع الله كل هذي السكينة فيه لن ياذيها ، ونطق مكمل حديثه : انا شيخ هالمكان وان صابك شيء ولا تبين شيء علميني ما يردك حد بإذن الله
استجابت له وهي ترى أَسِيف يتقدم لها بيده علبتين ماء ، اخذتها وجلست عند مدخل المسجد ، مالها حد ولا مكان ، يمكن هالرجل يساعدها لو يعطيها غرفه راضيه ، بدأت تسرد قصتها بالكامل ، من لحظة زواجها وهي صغيرة حتى لحظة دخول أَسِيف المسجد ، تاركه معالم الصدمه تتقمص من وجه ذاك الشيخ خصوصًا وهو يرى الجروح والاثار في أَسِيف ، تنهد بعد ان سكتت وردد : لا حول ولا قوة الا بالله
يتفكر في مقدار الأسى اللي عاشته هي و وولدها ، وقف وهى يكمل : الحقيني
تقدم لبيت صغير ملك له وهو بيت أَسِيف الحالي واكمل : هذا بيتي الثاني اجلسي فيه انتِ و ولدك معززه و مكرمه وان احتجتي حد ما عليك الا تنادي " عمران "
ابتسمت والدمع ينهمر من عيناها ان الله ساق لها هذا الرجل ونطقت : الله يجزاك الخير الله يحفظ لك اولادك
ابتسم وهو يشير برأسه وتركها تاخذ راحتها مع ولدها ..

استيقظ من نومه على هز يدين أنيس الصغيره لكتفه العريض ، ابتسم وهو يشوف فرحته وتلعثمه في الكلام وماكان هذا التلعثم الا دلائل السرور في عمقه : حلو مره الرسومات حلوه احبك مره مره موت
تراكمت ضحكاته من لفظه كلمه " احبك مره موت " وسحبه لحضنه يقبله بتكرار وهو يعتدل بجلسته باللحظة اللي نطقت امهم : أنيس بسرعه البس قبل لا يجي الباص
الا ان أَسِيف نطق معارض لقولها : بيطلع معي اليوم انا بوصله


تدافعت كل مسميات السرور في داخله وهو يركض بحماس يلبس زي الروضة الرسمي ، بينما عند أَسِيف اللي تأمل جوانب البيت ، وماكان الا بيت عمران اللي ضمّهم تحت جناحه ، وكان الرجل الوحيد الحنون اللي لمس جدران قلبه ، وقف على حيله متجه لامه اللي نطقت : مانمت الا ساعتين حتى العصافير تنام اكثر منك كنت خليته يروح مع الباص وتكمل نومك
قبل رأسها وهو يردف : تكفيني هالساعتين دوامي العصر يمدي ارجع وانام
وتجهز وهو ينتظر أنيس يخلص ترتيب حقيبته التفت على طرقات الباب بتكرار وكانه يطبل على الطبلة اتسع مبسمه لانه عارف من ذا خصوصًا وقت نطق : عمتو سارة
تراكمت ضحكاته وهو يفتح الباب بسرعه حتى كاد يسقط الشخص الثاني لانه متكأ عليه ونطق متظاهر بالغضب : راكان !
ابتسم راكان بضحكه وكان جنبه معاذ اللي هز اكتافه متظاهر ان ماله اي دخل ، وسرعان ما جاهم صوت سارة اللي رفعت وشاح على رأسها وهي ماتعتبرهم الا بمقام ولدها : تعالوا حسبت لكم حليب عدني
اتسع مبسمهم و انزاح أَسِيف بجسده يسمح لهم بالدخول ، وسرعان ماركض أنيس لحضن راكان اللي رفعه عالي مثل مايحب ، تقدمت سارة باكواب الحليب اللي وضعتها في اكواب كرتون لاجل يمدي يطلعون فيها ، اخذها معاذ وقت نطق : الله والريحة جعل يدين امنا ما تمسها النار
اتسع مبسمها وهي تردف : اخبار امك معاذ واختك من زمان عنهم
اتسعت ابتساماته وهو يكمل : بخير دامك بخير وعلى لسانهم ذكرك
والتفتت لراكان بتوبيخها المعتاد نطقت : وانت رحت اعتذرت طلبت العفو منهم ؟
التفت لها متظاهر بالغباء : عفوًا بس مين تقصدين
التفتت لكرتون الكيك الفارغ وهي ترمي عليه وتردف بعدها : يالعاق متى بتعقل ها
تراكمت ضحكاته باللحظة اللي تجنب الكرتون وهو يضحك وقف أَسِيف وهو ياخذ كوبه ويردف : يالله أنيس تاخرنا
وطلعوا مع بعض يوصلون أنيس وعندهم كم مشوار يخلصونه

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !Where stories live. Discover now