١٣

10.9K 258 13
                                    

عند رُواء دخلت غرفة الخدم وبدلت ثيابها باسود على اسود واخفت شعرها وجزء من وجهها وطلعت مقصدها البريد ، مكان حفظ صناديق الامانة ، اخبرها آرثر ان له صندوق واخبرها برمزه ، تقدمت وهي تفتحه وتضع العقود فيه وانصرفت وارسلت له ، وقفت تراقب وتتاكد ان هو اللي بيستلمها وسرعان ما شافته ياخذها ، اتسع مبسمها وهي ترجع لتاكسي وتركب مردفه : عُد للفندق

وصلت الفندق واعطته ماله وطلعت بسرعة لسطح الفندق العالي ، وقت فتحت الباب هبت رياح قوية ، كشفت عن شعرها وهي تتقدم للحافة وتقف تنتظره..

عند أَسِيف اللي وصل ووصل معه صراخه مع الحراس كيف استغفلتهم ومنهم ستة !
وشاف اللي كتبته في المرايا ، تتحداه علنًا ، تظهر انها الاقوى وانه ولاشيء قدامها ، كل مايبي يهونها معها يلقاها تزيدها وتزيدها !
طلع للكاميرات وشاف مين اللي دخلت عندها واستدعاها وعرف مكانها ، مشى بخطوات هادئة بعد ما ادرك انها تعانده فقط وماطلعت من الفندق وهذا اللي يهمه .

دخل وشافها تعطيه قفاه وشعرها ينتثر من حولها ، استشعرت صوت فتح الباب وصوت خطواته ونطقت من غير ما تلتفت له وعيناها على الحافة اللي واقفه فيها : كنت عارفة بتلقاني يا زوجي العزيز
وسرعان ما توسطت يده كتفها ولفها نحوه وبنفس اللحظة ميل جسدها العلوي ليتأرجح من الاسفل بضبط ! بحكم انها في الحافة وفي اعلى فندق يسابق العديد من الفنادق كان جسدها العلوي وشعرها مائل للخلف مجرد مايتركها بتسقط لا محالة ، نطق : تدرين اني اقدر الحين انهي حياتك والعابك الطفولية ؟ بتموتي قبل حتى ماتوصلي للأرض

ابتسمت باتساع وبان صف اسنانها الاستثنائية وهي تردف : حلو علشان اموت بالهواء ويصير الفرق بيني وبينك ان السماء ضمت جثماني قبل الارض عكسك
كيف تأمل ضحكتها واتساعها وراحتها وحتى غرورها يوم انها تبي تموت بالسماء ! ليه ماتخاف ! ليه ماتصرخ ! وين منبع القسوة هذا ؟ يجهلها مو قادر يعرفها ولا يفهمها ولا يحللها ولا حتى يدرك من هي ، نطقت وهي تراقب نظراته : قلت لي بيومها "  بيدينك سلاح وخايفه ! اذا ماكنتي قده لا تمسكينه  " هذا انا اقولك " بيدك حياة وخايف تنهيها ؟ اذا ماكنت قدها لا تتحداها "

عقد حجاجه وقت فهم انها تقصد اول لقاء بينهم ، ونطق بعد ما ابتسم : موتك ينهي اخر كروت اماني ولا اضمن خفايا جدك ، حياتك بيدي وهي حية مفيدة اكثر من وهي ميته ..
وسحبها حتى توسطت حضنه وارتطم جسدها الرقيق بصلابته واستشعر يدينها اللي انحطت على صدره ، رفع نظره لها ، للحُمرة اللي على فمها ، لنظرات عيونها نحوه ، والرياح اللي تحرك خصلات شعرها ، الشرارة بينهم ، الامر اشبه بان تقول الرياح من حوله" ان ما قوت يمينك تنهي حياتها انهي حُمرتها ! "

ابتعد عنها وهو يسبقها للاسفل بخطوات سريعة وقبل مايدخل ناظر الممر فارغ ، توسطت يده كتفها ومشى معها بعجلة يشد عليها ودخلها معه الغرفه ، رفع نظراته لها ونطق بغضب : مافكرتي يشوفك حد كذا ؟؟؟ ياويلك تطلعي مرة ثانية كذا فاهمه !
ضحكت وهي تمشي وتعدل شكلها تقهره ببرودها وعدم مبالاتها : زوجي غيور انتبه لا يطق لك عرق
سمعته يستغفر ويتجه للحمام ضحكت وهي تطلع بجامتها تنتظره يطلع وتدخل بعده ..

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora