١٢

11.5K 226 22
                                    

ليلة بالف ليلة وليلة ..

رسم التاريخ طريق المعركة ، وأعلنت الطبول بدأها ، اما الاحتراق معًا ، او الغرق معًا ، وهل تطفئ النيران بالنيران ؟ ام يجف البحر بالماء ؟ ، انها نقطة البداية ، ولحظة العبور من هلاك الدنيا لملاكها ، ناظري لي ،
ناظري لذاك الشقيّ ، انطفئت لمعة عيونه مايبهره شيء ، ناظري كيف عاد الوهج لبُن عينايّ ، وكيف نبت بشوك الطريق حولك ورد ، وان مابقى بيني وبينك الا بارودة ، علميهم ان الموت سيرًا نحوك مسك الختام ..

ليلة كثيفة في مخيلتهم ، ليلة زواج النمر " أَسِيف بن سعد آل حمد " بالملاك الشيطاني " رُواء بنت محمد آل درع " وانتشر حبق الزهور ماحولهم حد ، وغارت القمُره بسماء بهت نورها ، والنجم خان القمر لقى الانور .
وانتِ الهلاك معركة مالها نهاية ،
وانا العذاب مارضيت بالصفوف الاخيرة ،
جيتك لهب يا لهيب يا نحترق وننثر رمادنا يا نحرق ..!

احد القاعات الباهيّة ..

ماكان مجرد زواج عادي ، كانت ليلة يتردد صداها على الامد البعيد ، ليلة غنى بها فنان العرب و الملكة ، مابقى رجل مادرى بصيّتها ، ولبس على شرفها عقاله ..

رفع نظره امام المرايا ، بثوبه الابيض ، وبشته المعلق خلفه ، بنسفه شماغه اللي يعدله ، سواد ساعته ، رفع نظره يوم وصل له ريحة البخور واللي سبقها صوت زغاريط ، ضحك وهو يمشي بعجله لها يسابق خطواته مايبي حتى الخطوه تتعبها ونطق بحرص شديد : امي انا ايجيك مو انتِ تجيني

الا انها نطقت باعتراض : ماتوسعني خطواتي ازفك لكنها توسعني لغرفتك
اخذ من يدها البخور يبعده عنها مايبي دخانه يمسها ، قربه من بشته يبخره واخذه يلبسه قدام انظارها وعيونها اللي برق منها دموعها ، دموع الفرح والعجز بانها تزفه ، تقدم يحضنها براحه وهو يسمع دعواتها ونصائحها وكلامها ، وماهي الا ثواني حتى دخل أنيس يركض ونطقت سارة : شوي شوي يابني عفست ثوبك


كيف رفع يده بطفوله ياشر بها ينطق بنبرة يآكل فيها ثلاث ارباع الحروف : عطني عطني حقي
ضحك أَسِيف وجاب بشته وبخره مع شماغه وبدأ يضبطه ويلبسه وامه تردف : يالله تطول بعمري حتى اشوف أنوس عريس يالله ياكريم
ابتسم أَسِيف وتنهد براحة وطلع مع اخوه بعد ما تأكد ان امه بسريرها مرتاحة ، مشى وصدى دعواتها وتحصينها لهم يمر بباله ، رفع نظره على جواد اللي اتسع مبسمه وقت شافه ونطق : ياعريس !

ابتسم باتساع وحضنه يسمع تبريكاته له ، تقدم لسيارته السوداء وركب أنيس وركب وهو يشوف جواد قدامه وسيارتين حرس خلفه ، لان وبلا شك وصل الخبر حتى لكل من اراد به شر ، توجهوا للقصر المخصوص لرجال، رفع نظراته على السيارات اللي على مد البصر من كثر المعازيم ، نزل باتساع وشاف قدامه مقرن و صُهيب اخذ التبريكات منهم وتقدموا لداخل ، رفع عبدالله نظراته له وابتسم وتقدم له مع ولده محمد ، كان يشوف البشوت السّود اللي على مّد البصر من شيوخ و رجال اعمال و ضباط وناس لهم مناصبهم ومكانتهم ومن اهل وقرايب واحباب ، رائحة العود والمسك والهيل والبُن والعز بالمكان ، كان يدور بانظاره يدور على اثنين ماغير بقلبه مكانتهم مهما طالت المسافات ، وابتسم يشوف راكان اللي يضحك مع معاذ وقدامهم واحد ثاني من معارفهم ..

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !Donde viven las historias. Descúbrelo ahora