دخل عند امه اللي ابتسمت وقت شافت زوله ودخوله ونطقت باتساع : هلا و رُحب و مطر و سُحب..!
ابتسم وتقدم يجلس ياخذ الاخبار منها وسرعان ما مدت يده تضربه بكتفه بمزاح : علامك على اخوك امس ؟ وليه تكلمت مع زوجتك كذا ؟
تنهد لانه استوعب ان أنيس وصل لها العلم ونطق : حتى اخبار التاسعة ما تسبقه
الا ان امه اكملت عتابها : كله كأس وطاح ليه كل هالعصبية ما عهدتك كذا وين اللي مايهون عليه دموع اخوه بيهون عليك دموع بنّية ؟ بعدين لا تحسب اني ساكتة وجالسه هنا يعني تحرقهم تحت تراني جالسه لخاطرك بس
عقد حجاجه باستغراب نطق : امي انا معطيك جناح كامل وكل اللي تحتاجينه موجود هنا انتِ عارفة ان الخطوتين تتعبك مابالك الدرج وكل هالمسافات ؟
اطالت النظر فيه وهي عارفه ان في شي تجهله لكنها تبيه هو بنفسه يتكلم معها ونطقت بعد تنهيدتها لان فعلًا كلامه صح : وهذا مايعني تزعل اخوك و زوجتك
سكت بتفكير لين نطق بتساؤل : امي تتوقعين اني بطلع مثله ؟
تأملته بتفكير مين يقصد لين فهمت قصده وتنهدت تقترب منه وتردف : تشبه قبل يتعاطى ولا بعد ؟
ابتسمت وانظارها ليدها اللي بحضنها : سعد اللي حبيته وحبني واخذني رغم كلام اللي حوله كان احنّ من دخل عُمري ، سعد قبل ما يتعاطى كان اول حب لقلبي ومازال ، سعد بعد ما تعاطى هو الظالم اللي نساه المخدرات جبال حنّانه و رحمته ،
تنهدت وهي تكمل بشرود : تدري يا وليدي رغم كل اللي سببه بقيت الوم اصحاب السوء اللي وصلوه لتعاطي واخرجوه عن وعيه وطوره ودينه ولا هو ما لمس عمري حد أحنّ منه
تساقطت دموعها على وجنتها وهي تردف : بتشبه ابوك قبل تعاطيه ؟ بتملك قلب حنون ماقسى يوم الكل قسى ، بس ماراح تشبه بعد تعاطيه انت بعيد عنه يوم صار وحش
اغمض عيونه وفتحها يمسح دموع امه مايبيها تحزن ولا تبكي لاجل مايتعب قلبها فوق تعبها ، كيف كان ماسك بيده يدينها وهو يردف بحرقة بجوفه تملكه : اكرهه امي اكرهه ولا بعمري بسامحه ولو القاه قدامي بصير ذباحه امي ذباحه ..!
وقفت بغضب تناظر له وهي ترفع يدها امامه مردفه : لا ! لا أَسِيف لا ما اسمح لك تبيني باخر عمري بمحاكم مع ولدي اللي قتل ابوه ؟ وش يفرقك عنه وقتها لصرت وحش مثله ؟ ابعد هالافكار عن رأسك واتركه ما جاك طول هالسنين بيجيك الحين ؟
ضحك باستهزاء وهو ينطق : هو وحش وماخلف الا وحش وقتّاله خلفته
وقف يناظر لها بجمود ما عهدته بولدها : انسى اسمي ولا انسى خرائطه بجسمي ، انسى عمري ولا انسى ضُر و الم صابك قدام عيوني وانا عاجز ، عاجز يا امي ادافع عنك ، التعب اللي سببه فيك محّت كل حنّانه القديم ، وكل ذكرى كانت بمخيلتي حلوه عنه انا قتلتها وما جاء الا نظراته و مشيته وقت سكره والضرب و الجحيم اللي جانا منه ، ان كان قلبك رهيف يا امي تذكرين خيره قبل شره لاجلي ماتبيني اشوفه سيء ، انسي امي معادني طفل تلعبين عليه بكلمتين كل شيء واضح كان وحش ومازال وحش وخلف وحش هو وحده بيدفع ثمنه ..!
وقف طالع الا ان يدين امه اللي تمسكت بكتفه وقفت خطواته ، عجز يمشي مُدرك ان نقطة ضعفه الوحيدة هي امه ، ميلت رأسها على كتفه مُدركه ان الولد اللي كانت تعلمه ان ابوه سرقه وحش كبر وفهم ان ابوه هو الوحش فعلًا ، تعداها بطول ماصارت تقدر تخبيه من العالم بحضنها ، ماصار يرجع عندها يبكي لانه كبر عن الدموع ، التفت لها وقت سمع صوت بكاءها الهادئ تردد : اتركه بناره يكفيك اللي حرقك كل هالسنين لا تتعبني يا وليدي
YOU ARE READING
زهو عُمرك سجَّان وِجداني !
Actionماله مفر ماله جواب سؤال ضاع في طيات العُمر ما نلتقي هذا مُحال دربي ودربك كله خطر لو نادَى فوق الجبل جمع قبائل العرب وقال : فصل خامس بين الفصول الأربعة وشمس تشرق من مغربها وقمر طلع في الظهر من يصدقه ؟ لو حبت العصفورة سمك وين يكمل باقي العُمر ؟ ...
